منذ أن اشتهرت وانتشرت عمليات التجميل في الشرق الأوسط، وصار الكل يخضع لها بلا خوف أو تردد، وأنا أتعرض لمواقف محرجة! فتارة لا اعرف من الشاب «السمبتيك» الذي صافحني ـ وسمبتيك بالكويتي تعني الرشيق، او ممشوق القوام ـ ثم أكتشف انه فلان، الذي كنا نسميه بـ «الخيمة» لسمنته! وتارة أخرى اشغل نفسي بالتفكير في «الجميلة» التي ابتسمت لي أو لصديقي لا أدري لمن ابتسمت ـ كما يقول الراحل عبدالحليم ـ فأكتشف من عقلي الباطن، أنها فلانة ولقبها كان الجيكرة «أم خشم»! وقد تغيرت 180 درجة بسبب «مشرط» جراح ماهر بدء بسمنتها وانتهى بـ «خشتها»! شخصيا أعرف عجوزا دميمة، لا يكلمها أحد، وطبيعي لا يرغب بها أحد.. وضعت نفسها تحت يد خبير تجميل، وخضعت لعمليات «الشفط» و«النفخ»، فصارت جميلة، مرغوبة، وأصبحت تفرض هيبتها! زاد من جمال هذه العجوز «المتصابية»، انها استخدمت حنكتها ومارست بطشها في الضعاف.. فصارت جميلة وقوية او اثنان في واحد! فوصلت إلى أنها تختار خطيبها من بين شبان الحي بعناية فائقة! وباتت لا يعجبها سوى الوسيم الرشيق ولا تحب غير (ث خ ا) اختصارا لـ (ثري خليجي اعزب)! هذه العجوز هي «روسيا» بقيادة بوتين، وقد تحولت من دولة عجوز، أو قل «غير مؤثرة» إلى دولة مؤثرة ومن الوزن الثقيل في المجتمع الدولي، الكل يخطب ودها.. فمصر تحبها من طرف واحد! والسعودية تغازلها أو «تعاكسها»، والكويت ترسل لها الهدايا والورود، مع بطاقة عليها ريحة بلا اسم! أما سورية وإيران فيمارسان معها كافة أنواع السحر.. الحلال والحرام والمكروه والمستحب.. وأتوقع أن حتى تركيا، تتمنى لو أنها لم تسقط طائرتها الحربية الروسية! أو أنها استبدلت قاذفات الصواريخ، بقذائف من بقلاوة مطعم حمدي الشهير!! غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيتحول العالم من سطوة او سيطرة أميركا الى سيطرة روسيا؟! وهل ستحل ساحة الكرملن بدلا من ساحة البيت الأبيض! وينظر الناس إلى الروبل الروسي بدلا من الدولار الأميركي؟! واهم مما سبق هل ستذهب دماء السوريين هدرا في ثورة فاشلة.. بسبب موقف روسيا المساند لبشار؟! وهل ستهيمن على منطقتنا قوى جديدة متمثلة بايران والعراق وسورية؟! شخصيا لا أدري.
وأتمنى في هذه اللحظة أن كل ما قلته كان حلما ثقيلا، أو كابوسا ينتظر حبيبنا صالح النهام مفسر الاحلام المعروف.. ليقول لي خيرا رأيت!
****
اللهم من أراد بالكويت وأهلها خيرا فوفقه لكل خير.. ومن اراد بالكويت واهلها شرا فاشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره.
[email protected]
twitter ـaalfahadـ @