من أبوخ الأسئلة بالنسبة لي: أين ستحتفل برأس السنة الميلادية؟! لأنني في حياتي لم ولن أحتفل بسنة «ولت»، وانتقصت من عمري.. ثم لأنني شخص بعيد كل البعد عن «ربع» حفلات الشاليهات، أو المخيمات! وفي السنوات السابقة، كنا نجتمع في ديوان الأخ العزيز الشيخ مشاري العفاسي.. وأقصى ما نفعله في ذاك اليوم، التقاط صورة جماعية للحضور، يلتقطها «مأمون» المسؤول عن الضيافة في الديوانية! وعادة ما تكون الصورة «وقافية» مثل صور لاعبي الكرة، بحضور المدرب والمساعدين والإخوة الإداريين!
سنة 2016 دخلت علي، وأنا على كرسي طيران الخليج، قادما من عاصمة الضباب.. لندن، فبعد إقلاع الطائرة بساعة أو اثنتين، أعلن قائد الطائرة عن دخول السنة الجديدة، متمنيا لنا سنة حلوة وجميلة، فصفق الركاب، واستيقظت من نومي لأعرف هذا الخبر! المهم أنني وصلت بالسلامة، وكان في استقبالي «صرير حزام» الشنطة في مطار «الشينكو».. عفوا مطار الكويت الدولي! ثم عرفت أن هذا الحزام أقدم من أغلب موظفي المطار! وانه لو طبقت عليه الترقية بالأقدمية لاستحق رتبة عميد أو لواء! بدأت أتابع أخبار «معشوقتي» دبي.. وماذا حصل لها في رأس السنة، فعرفت من وسائل الأخبار، ومن «ربعي الإماراتيين» ـ «ربعي» تعني أصدقائي ـ ان حريقا اشتعل في فندق «العنوان»، الملاصق لبرج خليفة، أكبر نقطة تجمع لإقامة الاحتفال برأس السنة، وأن فرق الطوارئ، استطاعت إجلاء سكان الفندق، خلال دقائق وبلا وفيات، مع إصابات طفيفة، نتيجة التدافع والنزول السريع من الفندق.. وأن سكان هذا الفندق عرض عليهم النزول في فنادق مماثلة على شارع الشيخ زايد.. مع ترقية غرفهم، من غرفة عادية إلى جناح، ومن جناح عادي إلى جناح ملكي فما فوق! بالإضافة لتوفير خدمة شراء الملابس، صباح ثاني يوم.. والمبالغ المالية لمن تضرر من الحريق! وأهم مما سبق أن دبي أصرت على الاحتفال برأس السنة، بإطلاق الألعاب النارية من برج خليفة إلى برج العرب.. فقفز عدد المشاهدين لاحتفالات دبي من 20 مليون مشاهد إلى أكثر من 200 مليون! وبالأمس القريب انتهت حجوزات أحد الفنادق، لاحتفالات رأس السنة القادمة بدبي! وأيقنت الفرق بين إدارة الأزمة.. وبين أزمة الإدارة، والتي تعاني منها جزر الأباطور وضواحيها!
>>>
اللهم من أراد بالكويت وأهلها خيرا فوفقه لكل خير.. ومن أراد بالكويت وأهلها شرا فاشغله في نفسه واجعل تدميره في تدبيره.
aalfahad@