رغم أني متابع جيد للسياسة وللتصريحات السياسية، ولدي قراءات في كتب السياسة، وكتب الإدارة، وأمارس هوايتي في الإعلام والتقي بالاقتصاديين والرياضيين، يعني سبع صنايع ولله الحمد.. لكني اعترف «لكم» بأنني لا أفهم تصريحات حكومتنا الرشيدة! فمرات تصرح بقوة ضد «شيء ما».. وتكون تصريحاتها قوية وحاسمة، تصل في «حسمها» إلى قرارات رئيس كوريا الشمالية، والتي غالبا ما تنتهي بالإعدام العنيف، المرعب حتى للأموات! ثم أجدها تتعامل مع «هذا الشي» بليونة و«حنية» وطيبة.. وتصل في رقتها إلى قلب بابا نويل في ليلة رأس السنة!
مؤخرا دار الحديث عن منع أو إيقاف العلاج بالخارج، بسبب التقشف والوضع الاقتصادي للبلد.. والكلام إلى هنا جميل ومعقول ـ كما تقول الراحلة ليلة مراد ـ لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا تتعامل حكومتنا الرشيدة مع مثل هذه القرارات بلونين فقط.. الأسود والأبيض؟! لماذا لا تفكر باللون الرمادي؟! بمعنى آخر لماذا تعاقب حكومتنا الرشيدة كل المرضى ـ المريض بسرطان الدم مع مريض «الخاز باز» أو مريض «البواسير» ـ بسبب سوء إدارة سابق، أو بسبب قوانين «مطاطة» تمت صياغتها في الماضي الجميل، أو حتى بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة؟!
لماذا لا تفكر ـ حكومتنا الرشيدة ـ في إرسال المرضى للعلاج مع التكفل بقيمة العلاج فقط.. بلا تذاكر وبلا مصاريف يومية مثل طريقة مملكة البحرين بإرسال مرضاها للعلاج في الخارج؟! ولماذا لا تضع سقفا أعلى لقيمة العلاج.. بحيث لا تتجاوز قيمة العلاج نصف المليون دولار ـ على سبيل المثال لا التحديد ـ ولماذا لا نرسل مرضانا لمستشفيات جيدة في سنغافورة وتايلند، بدلا من لندن وأميركا وفرنسا.. ونطبق فكرة العلاج التي تطبقها الشقيقة الإمارات؟! لماذا نفكر في إلغاء كل الحالات المرضية.. أو إرسال كل من هب ودب حتى المتمارضين؟!
***
أصعب شي لا يمكن تخيله في سنة 2016.. ان متخذ قرار ارسال العلاج بالخارج ليست لديه قاعدة بيانات، لجميع المرضى الذين تم إرسالهم للعلاج في الخارج؟! بحيث يدخل على النظام، ويعرف ان فلانا تم ارساله سنة كذا للعلاج في لندن على حساب وزارة الصحة.. وانه في السنة التي تليها ذهب الى لندن لعلاج نفس المرض على حساب وزارة الداخلية، ثم ذهب مرة ثالثة على حساب النفط او الجيش! تخيلوا ان قاعدة البيانات هذه ليست موجودة لدى متخذ قرار يرسل المرضى للعلاج في الخارج بتكلفة تفوق النصف مليون دينار لكل مريض؟!
***
اللهم من أراد بالكويت وأهلها خيرا فوفقه لكل خير، ومن أراد بالكويت وأهلها شرا فأشغله في نفسه واجعل تدميره في تدبيره.
aalfahad@