محزن.. بل مخجل أن تجد من يحمل الإسلام دينا ويقول لك بملء فيه - مع علمه أو جهله بقول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ـ الأحزاب: 59) إن الحجاب حرية شخصية لا إجبار فيه!
محزن ومخجل أن تجد أحد الشعراء من رافعي لواء العلمانية بنسختها العربية المشوهة يقولها صراحة: «أنا ضد الحجاب، لأن إنسانية الإنسان هي أن يمزق الحجاب»، أي نفس مريضة يحملها بين جنبيه هذا وأمثاله؟!
أقول ذلك وأنا أرى كمسلم تلك الهجمة الشرسة والمنظمة على الحجاب سواء من فنانات لبسن الحجاب في ظروف لا نعلمها وخلعنه علنا وأمام كاميرات عالية الجودة كأنهن يرسلن رسالة لكل فتاة اختارت الحجاب حشمة وعصمة لها.
القاعدة تقول إن من اختار دينا فعليه أن يقبل بأحكامه ولو كانت هذه الأحكام تقيد حريته وفق نظرته، لكن شرعة الله لا تكون إلا لخير المسلم والمسلمة وإن لم يدركها بعقله البشري البسيط، ولا يوجد دين من دون منهج، وليس للمسلم أو المسلمة أن يرضي غريزة التدين فيه، وفي نفس الوقت يفعل ما يشاء، لماذا يكون الإنسان ملتزما بتعاليم مؤسسته التي يعمل فيها ويسير حرفيا على القوانين الموضوعة له وكما أراد له رب العمل، وتلك قوانين بشرية، لكنه يعطي لنفسه الحق في أن يجادل وينتقد أوامر وقوانين ربانية شرعها الخالق أولا وأخيرا لصالحه في حياته وبعد لقاء ربه؟! إنه الجحود والنكران، إنهم يريدون دينا حسب رغباتهم وأهوائهم، عفوا يا من تنكرون فرض الحجاب، هذا هو ديننا الإسلام وتلك تعاليمه التي لا يعرفها ولا ولن يدركها حاقد عليه ولو كان مسلما اسما ويضمر كرها لدينه بين جنبيه!
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
فقل للجانحين إلى حجاب
أتحجب عن صنيع الله نفس
إذا لم يستر الأدب الغواني
فلا يغنى الحرير ولا الدمقس
إن الحجاب سماحة ويسارة
لولا وحوش في الرجال ضواري
في الختام: إن من يوجهون سهامهم المسمومة ويحاولون نشر أفكارهم وآرائهم الشاذة حول الحجاب، هؤلاء في حقيقة الأمر يكرهون كل ما له علاقة بالإسلام وليس الحجاب فقط، ورغم أنهم مسلمون اسما لكن دينهم الأصلي هو علمانية مشوهة، إنهم يكرهون الحجاب واللحية ورفع الأذان بالمساجد ويتهكمون بصلاة التهجد ولا يعترفون بعذاب القبر أو نعيمه ويشككون أو يتهكمون بكل مصادر السنة والتشريع ولا تراهم إلا في مجالس النميمة وتقطيع أوصال كل ما يمت للإسلام بصلة، والعجيب أنك لا ترى تلك السخافات إلا لدى أولئك أتباع العلمانية من بني العرب الذين لا يعرفون إلا بالهجوم على دينهم وهم في الحقيقة ليسوا سوى «مسوخ علمانية».