تاريخه الحافل بالعطاء لا ينتهي، العالم كله ينظر إليه اليوم نظرة العطشان المتلهف إلى حكمته وباعه الطويل في الديبلوماسية وعقله المتقد بالأفكار النيرة.
نعم، سيدي صاحب السمو أمير الإنسانية، كل الكويت وشعوب الخليج والعالم وضعت أمانيها في السلم والصلح بين يديك، فالأمور تسير نحو الأسوأ كما يبدو، وأنت صمام أمانها وربان سفينتها، كيف لا ومثيرو الفتن ينفخون كيرهم ليل نهار ليشتتوا المتجمع ويفرقوا بين الاخوة؟!
لقد آلمنا ما جرى وجرح قلوبنا وأدماها، فالنبأ نزل على نفوسنا كالصاعقة، شقاق بين الإخوة وأبناء المصير المشترك، كيف يجري هذا؟ ومن المستفيد من دق إسفين في الجسد الواحد؟! أحلامنا كانت أن نصل إلى الاندماج الكامل، وأن تهنأ الأجيال المقبلة بالخيرات وتنعم بالمستقبل المشترك، ولكننا اليوم نعيش كابوسا لا ندري متى ينتهي، وتغطينا سحابة سوداء لا مطر فيها لا ندري متى تزول وتنقشع.
نعم، إنه سيدي صاحب السمو الأمير رجل المواقف الصعبة، أمير الإنسانية والحكمة، يفاجئ العالم مرة تلو المرة بأنه رجل المهام المستحيلة وقائد الديبلوماسية المعقدة، ويسجل إضافة جديدة لتاريخه الحافل بالإنجازات الديبلوماسية العالمية والمحلية.
لقد شمر القائد ساعديه ونفض بشته وركب طائرة السلام من بلد لبلد ليمنع القطيعة ويعيد اللحمة للنسيج الخليجي، لذا فالكويت تفخر بأنك صباحها ونور شمسها، وهي تزهو كل يوم بإنجاز جديد، فكم أسعدنا وأثلج قلوبنا حصول الكويت على مقعد غير دائم في الأمم المتحدة، وهذه بصمة جديدة تضاف لجهود أمير الكويت، ولكننا نصبو إلى اكتمال الفرحة بنصر ديبلوماسي جديد يقضي على الكوابيس المدمرة التي باتت تلاحقنا، وينهي حالة الاحتقان والصراع بين الأشقاء.
الكويت كانت ولا تزال تقف موقف الحياد الإيجابي من كل القضايا، وتنشد وتحب الخير لجميع أشقائها. وليس هذا فحسب، فالكويت بلد التسامح، والعفو عند المقدرة، بل والإحسان لمن أساء إليها، ولا تقبل إطلاقا بحكمة أميرها أن يعكر كائنا من كان صفو العلاقة مع جيرانها، فهي امتداد للخليج والخليج امتداد لها.
إن السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين وعمان أشقاء تربطهم روابط القربى وصلة الرحم، وإن كان هناك بعض النغزات او الاخطاء او سوء الفهم فإن جميع هذا ليس سببا للقطيعة، فالبيت الداخلي الخليجي شهد الكثير من الاحداث واستطاع القادة بحكمتهم تجاوزها، ولكن الحالة اليوم أعقد، لذلك ليس لها ولحلها إلا أميري، فهنيئا للكويت بصباح العطاء والخير، صباح الأحمد، نعم الأمير.
نعم، ستضيع الفرصة على من يرقبون سماع نبأ انهيار دول التعاون وتصارع الأشقاء، أميري سيضيع الفرصة عليهم، فهو يؤمن بأن ما يضر أشقاءنا يضرنا، ونحن امتداد واحد لا نفترق، والحبل بيننا متين لا ينقطع، وجميعنا يدعو له بأن يفرش الله طريقه بالخير، وأن يجري على يديه الصلح والسلام والمحبة، وان يدخل السعادة على قلوب شعوب العالم بنبأ عودة المياه إلى ينابيعها والعلاقات إلى عهدها السابق، وهذا لا يقدر عليه اليوم إلا الرجل العملاق ملك الحكمة والديبلوماسية أميري.
وفي الوقت الذي نجلس فيه خلف كراسينا وفرشنا الهانئة نقرأ القرآن وندعو للاشقاء بالتصالح والتسامح وإغلاق ملفات التشاؤم، ينطلق أميري بين الدول ويستقبل الوفود منها ليجد حلا لهذه المعضلة في شهر الخير والبركات، شهر الرحمة والرحمات، فما جرى اصابنا بالحزن الشديد، فكيف يحدث هذا ونحن في شهر رمضان المبارك، الشهر الذي يتصالح فيه الناس ويلتقون على موائد الخير، الشهر الذي أمرنا الله ان نتقرب فيه إليه بالأعمال الصالحات؟!
إنه لمؤسف ومحزن أن نشهد انهيار حلم لطالما عملنا على تحقيقه، فهل انتهى مجلس التعاون الخليجي؟!
ندعو الله أن يبارك في جهود صاحب السمو لحل هذه المعضلة بين الاشقاء وكشف شؤمها عنهم.
سرْ يا سيدي محفوفا محفوظا بحفظ الله.. فالكويت كلها تدعو لك بأن يسدد الله خطاك.. ويجعل الخير على يديك.. فهنيئا لنا بك وبحكمتك وعلو همتك، هنيئا لنا بصباح.. نعم الأمير. [email protected]
@AbdulmuhsenHaji