عندما يصل الإنسان لموقع المسؤولية، يقوم بتشكيل فريقه الخاص، حيث يعتمد على أشخاص يساعدونه في تنفيذ مهام مسؤوليته وبلوغ الأهداف الموضوعة.
فيعتمد هذا الفريق كجزء أساسي من تكوينه على وجود مستشارين يكون دورهم الأهم بين أعضاء الفريق، وذلك لما يتمتعون به من خبرة وعقل وحكمة!
طبعاً كل ما ذكر أعلاه هو عبارة عن كلام إنشائي نقوله ولا نعمل به!
الحقيقة المرة هي ان المسؤول في عالمنا «المزيف» يأتي بفريق عمل من فئة «البصامة»... الفئة التي توافق المسؤول جملةً وتفصيلا... الفئة التي وإن سُئلت عن رأيها تكون إجابتها «الي تشوفه حضرتك» وتعمل عمل «الترزي» اي الخياط في تفصيل المشورة على حسب هوى المسؤول... تقول ما يود المسؤول سماعه وليس ما يُفترض على مسؤول سماعه!
تستبدل «كما يجب» بـ «كما تريد»... ويستبدل «النقد البناء» بـ «مديح المنافق»... ويستبدل «النصح في السر» بـ «التطبيل العلني»... بعيداً عن مبدأ «صديقك من صدقك»، قريباً من أسوار المصلحة حيث «ينشكح» المسؤول بعقله وفكره الفذ في عالمه الوهمي، حيث يعيش دور البطولة المطلقة في عمل مبني على وجود كم هائل من «الكمبارسية»! فينال «الترزي» ما يسيل له اللعاب من هبات وهدايا! ونضيع نحن (الشعب) في دوامة الإعجاب بالمسؤول و«تمجيده» او «الامتعاض» من المسؤول ومحاربته!
وتبقى حقيقة «نية» المسؤول في تحقيق الإصلاحات المختلفة في مجال مسؤوليته مبهمة... لا يعرفها الا الله سبحانه وتعالى... فمنهم من يستطيع إيهام الناس بأنه «المصلح» المنتظر ليحصل على متسع من الوقت لتنفيذ أجندته الخاصة، وذلك لانشغال الناس في الدفاع عنه او مهاجمته من دون النظر لأدائه ومعدل تنفيذ وعوده!
اذا كان المسؤول بحاجة لـ «ترزي» فباستطاعته الذهاب الى (البلوكات) مكان تواجدهم الأصلي... ليخيط ما يشاء من الملابس! اما دورك أيها المستشار فهو اكبر بكثير من تقديم الولاء والطاعة لمسؤولك... اكبر بكثير من حصولك على مميزات (قد تنقطع في حال تم إقالة المسؤول، او مربوطة في رضاه عنك)!
مشورتك يترتب عليها مستقبل أناس كثيرين، وقد يكون من ضمنهم أحفادك او حتى أبناؤك! وتذكر قوله تعالى:
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} سورة ق الآية 18.
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh