لإنسان لا أرى فيه إلا كل معاني الإنسانية الحقة... إلى شخص يفرض احترامه على الجميع... إلى شخص لا يحتاج إلى أي إضافة، بل يُعتبر إضافة لكل شيء يضع يده الكريمة فيه.
سأستأذن قراء الزاوية فمقالي لهذا الأسبوع يختلف عن كل المقالات... ستأخذ ذكرياتي القلم مني لتسطر كلماتها عن شخص عرفته طوال حياتي وتشاركت معه في لحظات عديدة، أكاد أذكرها كلها!
شخص قريب من الله بأفعاله لا بأقواله... شخص صالح في زمن الفساد، لم يطله فساد العقل و لا فساد القلب، حتى بات كأغلب الصالحين يسبح عكس التيار بلا هوادة!
أنت تعلم يا من يهمني أمره بأن شهادتي بك مجروحة، ولكنك تعلم أيضًا أني أجلس في الاتجاه المعاكس لكلمة «مجاملة»... إذ لا يمكنني أن أجامل شخصا بغرض كسب وده فأسهم في دمار سمعته وخسارة مبدئي ومن ثم خسارته!
إلى من يهمني أمره...
ما مر بك من نكران للمعروف، و الخذلان من قبل «أشباه» الرجال لا يعتبر سوى محطة من محطات الحياة التي نقف عندها لنتأمل ونتعظ... فالتأمل يضيف لنا المعرفة لأمور كنّا نجهلها عن مكر الإنسان والابتسامة الصفراء والضحك على الذقون، لنستطيع بعدها التفريق بين الرجال و«أشباههم»!
والعظة تكون بتجنب «أشباه» الرجال، لأن المواجهة لن تكون متكافئة، فأفعال الرجال لا يعرفها إلا الرجال، أما «أشباههم» فيتجنبون المواجهة قدر المستطاع، وإن واجهوا فستتهاوى أقنعتهم من أول كلمة بل من أول حرف منها!
قلتها لك من قبل وسأقولها اليوم عبر زاويتي هذه... خدمة الوطن لا تختزل بمكان أو منصب معين ... خدمة الوطن ممكن أن تكون من مواقع عديدة... فحان الوقت لتذهب لمكان آخر، تصلح ما أهلكه الفساد و تستأصل جذوره!
إلى من يهمني أمره...
أنت من علمني قول أبو العباس: «الفرح في تدبير الله لنا، والشقاء كله في تدبيرنا».
فهذه فرصتي لتذكيرك!
e-mail: [email protected] - twitter: al_mefleh