ما هي إلا لحظات المشهد الأخير ... فرصة أخيرة لترسيخ هذا المشهد في ذاكرة من يراك إلى الأبد.
فما أنت بفاعل؟
كل منا يجد نفسه في هذه اللحظة، لحظة ما قبل إسدال الستار ... سواء على موضوع نتحدث به، أو عمل نقوم به، أو حتى جدال نحاول أن نختمه بحنكة!
فلكل بداية نهاية، كما في حياتنا الدنيوية التي نبدأها بمرحلة لا نعي فيها أمور الحياة، فنتعلمها مرحلة تلو الأخرى، حتى نصل لمرحلة النضج التي طالما بحثنا عنها حتى استنزفنا مرحلة الطفولة دون استغلال وبحث عن مرحلة النضج، وكأننا نتهافت لإنهاء جميع مراحل الحياة بأسرع وقت ممكن!
هل نحن محكومون بمدة زمنية نستنفد بها مراحل الحياة؟
هل قمنا بأدوارنا في هذه الدنيا قبل إسدال الستار؟
ماذا فعلنا بتلك الفرصة الأخيرة التي من شأنها أن تترك الأثر الجميل في ذاكرة ونفوس من نخلف وراء ذاك الستار ... بعد أن نرحل ونترك المكان وراءنا، فتنطفئ الأنوار التي كانت ولا تزال مسلطة علينا ... فمتى ما انطفأت تلك الأنوار، فلن يتبقى سوى بريق عملنا بعد إسدال الستار!
إذا كنّا نريد أن نحفر مشهدا خالدا بذاكرة من ينظر إلى أعمالنا ويرى أفعالنا ويترحم علينا، فعلينا أن نعيش كل يوم ونعمل في كل يوم وكأنه المشهد الأخير الذي سيسدل بعده ستارنا!
قال الحسن البصري- رحمه الله:
«الدُّنيا ثلاثة أيّام:
أمَّا الأمس فقد ذهب بما فيه، وأمّا غدًا فلعلَّك لا تدركه، وأمّا اليوم فلك فاعمل فيه».
وقال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه :
«ما ندمت على شيءٍ ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي».
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh