أمينة العلي
فكرت بيني وبين نفسي من هو الذي يستحق ان أعطيه صوتي هل أعطيه لمن يدغدغ مشاعري ويضرب على الوتر الحساس لكسب صوتي، أم للذين يتحدثون عن اسقاط القروض وزيادة الرواتب وزيادة المعونات الاجتماعية وزيادة القرض الاسكاني والذين يدعون انهم يساندون المرأة وانهم مهتمون بمنحها حقوقها السياسية؟
طبعا هذا كلام فقط من اجل تسهيل امورهم وفي الحقيقة هم من الاكثرية التي تعرقل الامور من اجل الا تمنح المرأة اي حق وليس السياسي فقط.
هل اعطي صوتي لمن يقول بأعلى صوته ان الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أثر على عجلة التنمية أي تنمية وأنتم أساس هذا الصراع وأنتم من تخلقون مشاكل من اجل البحث عن حلها هل اعطي صوتي لمن يتهم شباب بلدي بالاستهتار لكنه يناقض نفسه ويقول انه توجد عندنا نماذج طيبة؟ أم اعطيه لمن تحدث عن العلاج في الخارج وقال ان الخدمات والتجهيزات الطبية في الكويت في تراجع وان حكومة الكويت صرفت خلال سنتين 250 مليون دينار على العلاج في الخارج؟ هذا الكلام صحيح لكن هل حاسبتم انفسكم وانتم تتوسطون للمريض والسليم؟
هل اعطي صوتي لمن تحدث عن وجوب انشاء هيئة سوق المال والمطالبة بتحويل الكويت الى مركز مالي؟ هل أعطي صوتي لمن يطالب بتنفيذ القانون على الكل وليس البعض، لأن هناك تراخيا في تطبيق القانون؟ اذا كان هناك تراخ في تطبيق القانون فليس العيب بالقانون لكن العيب فيكم انتم لانكم عندما تجلسون على كراسي البرلمان تصابون بضعف النظر وضعف السمع وبسهولة تمررون قرارات وتتشددون في تنفيذ قرارات، هل أعطي صوتي لمن يتحدثون عن الصراع السياسي الدائر في البلد وتأثيره على التنمية وأهمية أسلمة القوانين والتنمية البشرية والمطالبين بحقوق المرأة والشباب وتحقيق الشفافية ومحاربة الفساد والاصلاح الاداري والمالي والنهوض بالاقتصاد والتعليم؟ نعم اعطي لكم صوتي، هل اعطي صوتي للذي يدعو الى الاصلاح والامل بأن يكتمل عندنا الوعي السياسي؟ نعم أعطي لكم صوتي، سبحان الله الذي يغير من حال الى حال، في المجالس السابقة كانت اكثرية النواب ضد وصول المرأة للبرلمان ونيل حقوقها السياسية، ولكن الآن وفي وقت الانتخابات اصبحت المرأة مرآة وشماعة يرى فيها الناخب صورته ويعلق عليها شماعته، الكل راض عن المرأة ويدعو لها بالتوفيق وبأن تصل الى المجلس وبقدرة قادر اصبحت المرأة ضمن أجندة جميع المرشحين، بل وعلى قائمة أولوياتهم، فهم يتحدثون بحماسة مفتعلة عن أهمية دور المرأة في المجتمع، بل عن اهمية وجودها بالمجلس، لكن هل ينطلي هذا الاهتمام المفاجئ على الناخبة؟ هل أعطي صوتي وهو امانة عندي لمن يطالب بتعيين مجلس قوي يفرض حكومة ترعى مصالح الشعب ولديها رؤية وخطة عمل واضحتان؟ نعم أعطي لهم صوتي، أم اعطي صوتي لمن يتوعدون بالمحاسبة لبعض الوزراء فيما لو وصلوا الى كراسي البرلمان؟ معظم هؤلاء المرشحين هم ضد الاصلاح، مللت بالفعل من سماع هؤلاء الذين يتحدثون عن المفسدين وعن الفساد ومللت من سماع التهديد والوعيد ومللت من سماع السب والشتائم، مللت من سماع اطروحات معادة حيث اصبح معظم المرشحين يرددون نفس الخطب ونفس المصطلحات والكلمات والمعاني كأنهم ببغاوات تردد الكلام، اريد ان اعطي صوتي لمن يطرح قوانين جديدة لمشاريع تنموية تلامس ارض الواقع وتخلو من دغدغة مشاعر الناخبين.
اعطي صوتي لمن يبادرون الى التفاؤل الايجابي واشعر وانا استمع اليهم بالصدق في طرح برامجهم الوطنية الواعية، اعطي صوتي للذي يثبت لي انه اكثر جرأة وواقعية في معالجة الامور وتصحيح الاخطاء.