فاطمة شعبان
قال الشعب كلمته ونطقت المرأة الكويتية بحروف من النور، فقوة مشاركة المرأة في عملية اقتراع انتخابات 2009 التي تساوت مع الرجل 50% هي الحد الذي فصل بين المرشحين، المفارقة كانت واضحة منذ بداية قرار ترشح المرأة والوعي الانتخابي لديها بات واضحا، كما كان الحضور الكثيف لندوات المرشحات من قبل الرجال اعترافا ضمنيا بقدرة المرأة على إدارة الحياة السياسية.
ولا شك أن تكثيف الدعم الذي تبنته معظم الصحف بتغطياتها للحملات الانتخابية النسائية كان له دور مفصلي في إيصال صوت المرأة إلى أكبر شريحة من المجتمع. ولا ننسى الطرح الواعي الذي تبنته المرأة - والذي كان له أكبر الأثر في وصولها - بعيدا عن «الفرعيات» والانقسامات القبلية والطائفية التي باتت تنخر في جسم المجتمع الكويت. وأخيرا أدركت المرشحات اللعبة السياسية وأصولها التي لم تعد خافية على المرأة.
د.معصومة اكتسحت المقدمة في الدائرة الأولى منذ بداية الفرز وحققت بمصداقية طرحها وبساطة شخصيتها التقدم الذي يشرف المرأة الكويتية بجميع توجهاتها ليكون مفاجئا للمراقبين.
د.أسيل العوضي كانت ذات حضور واضح ضمن المراكز الثلاثة الأولى في الدائرة الثالثة منذ البداية رغم الحملة المضادة التي استهدفتها بشكل أو بآخر لتحتل المركز الثاني عند إعلان النتائج.
د.رولا دشتي صاحبة الإمكانات العلمية والأكاديمية التي تمتلكها وتؤهلها لعرض طروحات اقتصادية تساعد على تنمية البلاد حازت المركز السابع في الدائرة الثالثة.
د.سلوى الجسار من الدائرة الثانية المثيرة للجدل، الدائرة التي كان المراقبون يرون أنها والدائرة الثالثة ستحدثان التغيير في المجلس الجديد، كانت تتقدم بشكل متناغم من المركز العاشر إلى المراكز المتقدمة لتستقر في المركز العاشر.
حتى في الدائرة الرابعة التي قال المراقبون عنها إنها دائرة حاسمة استولت «الفرعيات» على مقاعدها مسبقا، تمكنت المحامية ذكرى الرشيدي من الاقتراب من المنافسة، وحققت رقما جيدا، وإن كان الحظ لم يحالفها أن تكون ضمن العشرة لكنها باتت قريبة من الكرسي الأخضر.
وأخيرا رفعت المرأة عن نفسها تهمة أن المرأة لا تعطي صوتها لامرأة مثلها وصناديق الاقتراع قالت كلمتها ولم يبق سوى أن ترفع العضوة والنائبة الكويتية من خلال المجلس التهمة الموجهة إليها بمحدودية أهدافها وهي التركيز على هموم المرأة فقط دون الحرص على الأهداف الكبرى كتنمية البلاد وحل المشاكل الاقتصادية.
كنا نقولها سابقا: المرأة قادمة، والآن نقول: المرأة وصلت، وبوصولها قبة عبدالله السالم ستكون بانتظارها تحديات كبيرة من قِبَل من يرى عدم دخول المرأة إلى البرلمان، وستكون تلك التحديات سببا في عدم اعطائها الفرصة نحو التغيير كما حدث في المجلس السابق من قبل نواب أطلق عليهم مصطلح «نواب التأزيم».
أتمنى أن أكون مخطئة في تصوري وأن تكون المرأة قادرة على تقديم ما لم يستطع الرجل تقديمه للكويت، وألف ألف مبروك للعضوات أسيل ورولا وسلوى وعلى رأسهن معصومة يا الكويت.