نشكر صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه على مكرمته لأبنائه التائبين من آفة المخدرات، أما عن أوضاع التائبين والمشاكل التي تواجههم فهي كثيرة وأهمها وعلى رأسها مشكلة العمل والقانون الذي يقف عائقا أمام كل تائب فلا يخفى على الجميع أن العمل ضروري لكل إنسان يريد ان يحقق بعض أهدافه وطموحاته فالعمل ييسر حياة الإنسان المعيشية وضروريات الحياة الأسرية والاجتماعية بشكل عام فلا يقتل الفراغ والغم والفزع إلا العمل لأن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء ولا يستطيع الإنسان قتل كل هذه السلبيات إلا من خلال العمل المثمر ومن خلال العمل يفيد الإنسان نفسه وأسرته ووطنه ومن جانب آخر كيف يمكننا ان نتصور التائب وهو يعيش مع أسرته وزوجته تخرج الى العمل وهو جالس في المنزل وأبناؤه في المدرسة، هل راعى القانون الجانب النفسي لهذا الإنسان التائب لله وما يترتب عليه من احتياجات، ناهيك عن تقبل المجتمع فماذا يكون الرد وما تأثيره عليه؟ بلا شك انها أسئلة كثيرة لا توجد لها إجابة إلا من خلال العمل، كما ان المشكلة الاخرى التي لا تقل أهمية عن الأولى هي الوضع القانوني للتائبين بعد خروجهم من السجن وهم يخضعون لبرنامج التائبين والذي تشرف عليه عدة جهات: وزارة العدل والداخلية والأوقاف وجمعية بشائر الخير، حيث يواجهون مشكلة توقيفهم أثناء التفتيش وإخضاعهم الى المساءلة وبعد الاستعلام عنهم من خلال الجهاز يتضح انهم مطلوبون الى ادارة تنفيذ الأحكام ومن ثم يتم إنزال التائب أمام زوجته وأبنائه والزج به في سيارة الشرطة والذهاب به الى نظارة إدارة تنفيذ الأحكام لمخاطبة قسم الرعاية اللاحقة الخاص بإدارة المؤسسات الإصلاحية وقد تكون هذه المخاطبة ثقيلة ومحبطة لنفسه خاصة إذا كانت آخر دوام يوم الأربعاء وغلبا يكون الجميع في راحة ومن ثم يفرج عنه أول أيام الأسبوع اي يوم الأحد غير مبالين بحالة التائب وأسرته وكأنهم يشعرونه بانه مازال مقيد الحرية ولا يحق له ان يخرج من المنزل ويظل بهذه المعاناة حتى تنتهي مدة محكوميته ولا شك في ان هذه الضغوط تسبب له توترا نفسيا ومعنويا وتقتل الاستقرار النفسي له ومن ثم قد يلجأ الى ما كان عليه من تعاط ليخفف من هذه الضغوط التي لا تعطيه طعما للحرية وتشعره بانه مازال سجينا ولا يحق له التمتع بحريته كاملة.
ومن المشاكل كذلك التي يواجهها التائبون الديون الكثيرة التي عليهم وهي من مؤسسات حكومية أو شركات أو أشخاص وكما يعلم الجميع فان مدمن المخدرات لا يعي ما يفعل وما يتصرف خلال تعاطيه للمخدر وأهم شيء عنده توفير المخدر بأي طريقة كانت سواء كانت شرعية أو غير شرعية وهنا تأتي الديون من خلال اقتراضه كما أسلفت من عدة جهات ثم بعد أن يمن الله عليه بنعمة التوبة يجد نفسه عاجزا عن سداد هذه الديون لكثرتها ويشعر بأنها تبعثر كل أوراقه وحساباته بعد التوبة والاستقرار فإنها بلا شك مشكلة كبيرة معجزة له ولعائلته وقد تشل كل حركته من الإجراءات القانونية التي تصدر بحقه من سجن وتوقيف.
هذه أهم المشاكل التي تواجه التائب وان كانت هناك مشكلة أخرى ولكن بالإمكان التغلب عليها، والحلول من وجهة نظري متوافرة وبين أيدي المسؤولين أصحاب القرار وبإمكانهم إنهاء معاناة اخوانهم التائبين وكما عودنا والدنا الأمير المفدى، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين وأصحاب القرار في هذا البلد المعطاء بتذليل كل الصعاب التي تواجه أبناء الكويت.