كثير من العوائل اذا ابتلوا بابن صاحب مشاكل ويمارس علاقات محرمة ويتعاطى المخدرات وبعيد كل البعد عن الله تعالى لا يملكون الا حلا واحدا لا بديل له هو ان يزوجوه حتى يشعر بالمسؤولية تجاه الزوجة والابناء وينشغل تفكيره بالحياة الزوجية، آملين ان يبعده هذا الزواج عن رفقاء السوء وعن التفكير بتعاطي المخدرات ومن ثم يصبح مسؤولا عن عائلة ويعطيها الاولوية في حياته، لربما تنسيه هذه الحياة الجديدة مع ابنائه وزوجته المخدرات وينشغل عن رفاق السوء وتعاطي المخدرات، وهذه طامة كبرى وذنب وظلم ارتكبته عائلة المدمن في حق الزوجة التي لا تعرف عن تعاطيه للمخدرات شيئا، لانه لا يملك من نفسه شيئا غير انه اسير للمخدر، وأهم اولوياته في الحياة الاستمرار في تعاطي المخدر، ويكون شغله الشاغل من الصباح حتى المساء هو المخدر، رغم ان هذه الزوجة كانت تنتظر فارس الاحلام الذي يحبها ويحترمها ويشعرها بأنها زوجة لها كرامة وحقوق وواجبات شرعية، والمصيبة ايضا الابناء الذين لا ذنب لهم الا ان والدهم مدمن مخدرات وقدرهم ان ينكسوا رؤوسهم بسبب والدهم الذي لا يرفع الرأس، كل هذه المعاناة لا الزوجة ولا الابناء لهم ذنب فيها، أرجع قليلا للآباء الذين يعتقدون انه بزواج ابنائهم تحل مشكلة تعاطي المخدرات اقول لو كانت عندكم بنت تزوجها مدمن مخدرات فهل باعتقادكم ان هذا هو الحل لكل مدمن بأن يتزوج فيقلع ويتوب الى الله تعالى عن التعاطي ومن ثم تنتهي المشاكل؟ بل اقول للوالدين اول من يتضرر من هذا هو زوجته المخدوعة واولاده وانتم السبب.
احبتي اخواني ليست الحلول بالزواج بل بالتوجه الى الله عز وجل بالدعاء واللجوء بعد الله تعالى الى المتخصصين الذين اوجدهم سببا لعلاج فئة مدمني المخدرات وغيرها من الامراض الاخرى ولو كانت الذنوب والمعاصي تحل بالزواج فلم كان هناك اطباء ومتخصصون واهل خبرة في كل مجالات الحياة؟
عليكم الدعاء له وانا اعرف انكم تعانون وتريدون لابنكم ان يكون افضل الناس، فلا تدخلوا بنت الناس معكم في هذه المعاناة التي كانت مقصورة في المنزل والاسرة فاتسعت الى امرأة ليس لها ذنب وابناء يعانون من ابيهم بل حتى اهل الزوجة المظلومة يعانون من تلك المشاكل المستمرة التي تعانيها ابنتهم.
اقول ناجوا الله عز وجل في الثلث الاخير من الليل بيقين ان الله هو الشافي ومن ثم تبذلون الاسباب بالذهاب الى اهل الاختصاص الذين يملكون العلاج فالله تعالى هو الشافي.
اسأل الله ان يأجركم في مصيبتكم ويرد كل مذنب ومدمن مخدرات الى الله ردا جميلا والى اهله ومحبيه.