الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، الحمدلله الذي أنعم علينا بنعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وان من نعم الله تعالى على العبد أن يفرح بما يرزقه الله من خيراته الكثيرة، ومنها من يرزقه الله بمولود ويفرح به، ويرزقه بمال ويفرح به، ويرزقه بصحة ويفرح بها، ويهب الله تعالى من نعمه الكثيرة لمن يشاء من عباده ويقدر وأهم هذه النعم نعمة الهداية التي تعد أكبر وأثمن نعمة للعبد حيث انها تقوده الى الفلاح والاستقامة والوصول الى الجنة.
أحبتي في الله ما أردت أن أقوله ان العبد في بعض الأحيان يقتل هذه الفرحة والنعمة بيده وكذلك يقتل فرحة من حوله ممن يحبون له الخير.
أحبتي في الله كالعادة ينتظر التائبون وأهلهم يوم 25 من فبراير بفارغ الصبر ليفرحوا ويحتفلوا بهذا اليوم، يوم استقلال الكويت وتحريرها ويشكروا الله عز وجل ثم صاحب السمو، حفظه الله، على هذه المكرمة الأميرية ليلتقوا بأبنائهم واخواتهم مرة اخرى بعد أيام الحرمان والبعد عن لقائهم وكم من أم وأب وزوجة وأبناء واخوان وأحباء انصدموا بما فرض عليهم وقتل فرحتهم التي انتظروها اياما وليالي والذي قتل هذه الفرحة هم أبناؤهم الذين ينتظرونهم بفارغ الصبر الذين قالوا للفرحة ليس لك مكان في قلوب اهلنا واحباءنا لأننا فضلنا المخدر وتعاطيه على فرحتنا وفرحتكم بعد دخول التائبين البرامج المعدة لهم وهي برامج التائبين المعدة من جهات حرصت كل الحرص على ان يكونوا أعضاء صالحين في المجتمع وتخفف عنهم العقوبة من 5 سنوات أو أكثر الى أشهر معدودة ثم يخرجون الى حريتهم وأهلهم وحياتهم بتوبة نصوح الى الله تعالى، يعودون الى الحياة الكريمة الشريفة ويحضنون أهلهم ويعوضونهم ما فاتهم بسبب الحرمان والحزن على فراقهم ولكن للأسف الشديد وبكل حسرة وألم قبل العفو الأميري السامي بأيام قليلة أفسدت هذه الفرحة والسبب هو بعض التائبين كما تمنى الجميع ان يطلق عليهم هذا المسمى (التائبون) هؤلاء البعض خذلوا الجميع وفضلوا تعاطيهم للمخدر على كل ما توافر لهم للرجوع الى الحياة الكريمة وانقلبت الفرحة الى حزن.
أخي التائب لماذا هذه القسوة على نفسك وواجباتك لماذا هذا الظلم، اتق الله في نفسك وأهلك، أخي التائب ارجع الى الله القدير وتب توبة نصوحا واستغفر ربك ولا تجعل الشيطان يخدش توبتك بلذة خداعة زائفة تجعلك تدمر نفسك ومن حولك، واحمد الله على نعمة التوبة.
هل جعلت فرحتك بإلقاء من انتظرك أياما وليالي وبكوا ألما وحسرة على فراقك وعدوا الساعات والدقائق لهذا اليوم وحريتك ورجوعك لنفسك والأهم رجوعك الى الله تعالى في كفة وفضلت المخدر وجعلته في كفة؟ كم هي عبودية للشيطان وملذاته. أخي فك أسرك للمخدر بكلمة لا إله إلا الله واستمع الى قول الله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ـ الحديد:16).
أخي الحبيب ألم يأن لك ان ترجع للحق وتكون عبدا لله تعالى الغفور الرحيم.
أسأل الله العلي القدير أن يصلح ما في أنفسنا ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ويهدينا لما يحب ويرضى.