هل تتجزأ الوحدة الوطنية او يختلف الحفاظ عليها؟ فالوحدة الوطنية كيان واحد ولها مظهر واحد والحفاظ عليها يتطلب الموقف ذاته، ومن يستنكر التطاول عليها في موطن عليه ان يبدي الاستنكار نفسه عندما تتعرض تلك الوحدة لمعاول الهدم في موطن آخر، اما ان يتم التباكي على الوحدة الوطنية في موقع ويغض النظر عنها في موقع آخر فذاك تلوين للوحدة وتلحينها بما يناسب المصلحة الشخصية. واذا كان البعض يجيد التفنن في ايجاد الاعذار والمخارج التي تبرر له (باعتقاده) مواقفه وآراءه فإن ذلك وبكل تأكيد لا ينطلي على ابناء هذا الشعب الذي رفض منذ القدم كل الالاعيب التي سيقت لمحاولات ايذائها والاعتداء عليها، وبالمثل ستندحر كل محاولات شق النسيج الاجتماعي الكويتي من منظور طائفي والتي غدت موضــــة فلا نكاد نفيق من فتنة لنجد اخرى جاهزة لاي سبب تشرع فيها رماح التفرقة وتسل سيوف الحقــــد بوجه اخوة المجتمع وزملاء المواطنة. ولا ريــــب ان من يفعل ذلك طارئ على المواطنة ولما يعجن بمشاعر وهموم وطموحات المجتمع الكويتي، فطروحاتهم لاتزال تصطبغ بحـــــمية جاهليــــة تتغافل تماما ما قد تقود صيحاتهم لانفجار غضب قد يكون كامنا الآن وكأنهم يسعدون لمشهد ابناء المجتمع الواحد يتقاتلون باليد والسلاح. فمن قضية التأبين الى مسألة الفالي واخيرا العريفي تجد الاشخاص أنفسهم والاصوات ذاتها هي التي تحتج وتزمجر مما يثير الاستفهام حول اهدافهم ومقاصدهم في اختلاق فتن ربما يغدون اول ضحاياها غير آبهين بعلماء الاسلام الافاضل الذين يستنكرون ويدينون تلك المحاولات، الا ان جماعتنا تأبى الا ان تسير وفق ما يحلو لها وان خالفوا شيوخهم واساتذتهم ومنبع علمهم فالمستشار بالديوان الملكي السعودي مثلا اعلنها مجلجلة ان المملكة لا تجيز تصريحات الشيخ العريفي في التهجم على كبار فقهاء المسلمين الشيعة الا ان فرسان الاسلام السياسي لدينا لا يسمعون مع بالغ علمهم ان ما قاله العريفي يمس نصف سكان الكويت التي يتباكون على سلامة مجتمعها ويصرون، بمحاولة فجة خالية من الحصافة، على ان منع دخوله من قبل وزارة الداخلية حفاظا لأمن المجتمع ووحدته هو اساءة للمملكة. انهم لا يضحكون بذلك الا على انفسهم فالمجتمع الكويتي ليس معهم، فعليهم ان يتوقفوا عن ذلك الخداع حيث اشادوا بالامس بخطاب صاحب السمو الامير وأظهروا الطاعة وحسن الاستماع في محاولة مفضوحة لإبعاد اللوم او التملص من المسؤولية ولكن سرعان ما بدت النيات المبيتة الحاقدة بعد ان حاولوا دثارها بستار باهت من وطــــنية شوهاء.
فعلى كل اخواني المواطنين عـــدم اعطائهم الفرصة لبث سمومهم وعلى وسائل إعلامنا عدم التسابق الى ابراز تصريحاتهم النشاز، فقد ثبت عدم انصياعهم لرغبة ولي الامر وقفزهم على القانون واستعدادهم للتضحية بالمجتمع ونسف كيان الدولة. ان تلك الاصوات لن تتوقف عند حد التعرض للمواطنين المسلمين الشيعة بل ستمتد، ان تمكنت لا قدر الله، الى كل من لا يرتضي تصرفاتهم ولا يسير في ركابهم. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
[email protected]