كثيرا ما نسمع من يشتكون من الحاضر ويقولون إن الماضي أفضل بكثير ولا أعلم ما هي قياساتهم التي بنوا عليها أحكامهم، فالتطور في كثير من أمور الحياة أفضل بكثير مما كان عليه أهلنا حين كانوا في نفس أعمارنا حاليا.
فكم من مرض كانوا يعتبرونه وباء فتاكا، لكن بفضل الله ومن ثم التطور الطبي أصبح مرضا عاديا ويسهل علاجه، فبعض الأمراض الخطيرة التي كانت تحتاج إلى عمليات جراحية خطيرة وتستغرق ساعات أصبحت حاليا تحسب بالدقائق.
إذن، فمن يمتدح الماضي إنسان غير واقعي حتى ان الناس كانت مادية أكثر من زمننا الحاضر، وهذا ما يثبته المثل القائل «النصيحة بجمل» أي انهم يشترون النصيحة بجمل، وحتما الجمل في زمنهم كأنه جيب مرسيدس حاليا.
وحتى أثبت لكم ان زمننا الحالي أفضل، فإنني سأقدم نصيحة مجانية للوزراء ومن دون «جمل ولا جيبات» فبعد التصريح الذي نشر في جريدة «الأنباء» يوم الخميس الماضي عن مطالبة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك للوزراء بتقارير صيفية عن الإنجازات، نصيحتي لكم أن تنتبهوا، فيبدو أن سموه لن يرحم من يريد إفشال خططه للإنجاز وهو جازم بأن يطبق توجيهات حضرة صاحب السمو الأمير بالتنمية وعليكم أن تصدقوا في تقاريركم المطلوبة وتوضحوا أين يكمن الخلل فالتصريح واضح بأنه يريد معرفة «أسباب التعطيل».
نصيحتي قبل الأخيرة لكم ألا تعتمدوا على أسمائكم كشيوخ أو عوائل أو طوائف، فسموه لا يهتم بالأسماء وإنما بالأفعال، واعلموا أن في الكويت كثيرا من أبناء الطوائف والعوائل من يريد أن يدخل تاريخ الكويت بعمله لخدمة بلده، كما أن هناك كثيرا من أبناء الأسرة من يرد العمل لخدمة بلدة.
من ضمن الكلمات التي ذكرت في التصريح كلمة تحريك القطاعات المعطلة في البلاد، ونصيحتي الأخيرة أن تتحركوا وتبحثوا عن سبب التعطيل لتنقذوا أنفسكم وقبل أن يحرككم سموه من كراسيكم الجلدية ويجعلكم على الكراسي الحديدة في حدائق منازلكم!
أدام الله من سمع النصيحة المجانية، ولا دام من اعتمد على اسمه الأخير فقط أنه في مأمن من محاسبة الشيخ جابر.
[email protected]