الآلات الموسيقية كثيرة وتنقسم إلى عدة أقسام، فمنها الإيقاعية وهي الطبول بأنواعها والنفخية والوترية، ومهما حاولت أن تتسلطن مع أي أغنية فلن تطرب إن لم يكن فيها صوت آلة وترية ويمكن أن تستغني عن أي آلة، ولكن لا يمكن الاستغناء عن الوتريات لأن أساس الغناء هو الوتر.
وأهم الآلات الوترية آلة القانون وآلة العود، فمن خلال أوتارهما الكثيرة تستطيع أن تعزف اللحن الحزين والمفرح في نفس الآلة، فالقانون يملك 78 وترا والعود 6 أوتار، والكمان أربعة أوتار، وهناك آلة وترية لها وتر واحد فقط وهي الربابة.
وبما أن آلة الربابة أول وترية عرفها الإنسان وعزف عليها وطرب لها الآخرون وتمايلوا وفرحوا وبكوا على صوتها، فإنني أنصح كل شخص يريد الوصول إلى هدف سياسي بأن يأخذ الربابة مثالا يوصله لما يريد، وعليه أن يعزف على ربابة الوطنية وسيجد من يصدقه فما زال هناك من يرقص على ذلك الوتر حتى لو كانت ربابته عبارة عن جالون زيت حديدي.
الوتر المربح الذي يصاحب تلك الربابة هو وتر مهاجمة الحكومة حتى لو لم تكن قد أخطأت، فحكومتنا تؤمن بحرية التعبير وتعتبره من المسلّمات ولكن أحذر من أن تهاجم بربابتك من يطمعون في مثل ما تطمع له لأنهم سيبحثون عن أخطائك ويفضحونك وحينها ستكره كل وتر حتى لو كانت أوتارك الصوتية التي كنت تعتقد أنها ستوصلك لمبتغاك، وفهمكم كفاية.
أدام الله من يعزف على وتر الوطنية من أجل الوطن فقط، ولا دام من يعزف عليه من أجل أن يحرك شليل من صنعوا منه وتر الربابة.
[email protected]