كثيرا ما نسمع مقولة «لو تطابقت الآراء لبارت السلع»، وهي مقولة تجارية ولكنها تستخدم في جميع جوانب حياتنا اليومية ونستطيع أن نسقطها على أي أمر نريد، فلن تستطيع أن تجبر آراء الناس على أمر واحد في القبول أو في الرفض، فهذا أمر مستحيل ولم يتمكن منه أحد.
في الأمور السياسية قد تجد اتفاق الجميع على مبدأ «اللي تكسب به ألعب به» وهو أمر متفق عليه لدى الجميع، فالعنصرية مقبولة لدى العنصريين والقبلية مطلوبة لدى القبائل والطائفية مباحة عند الطائفيين، فتجد كل شخص يخاطب جماعته ويخطب ودهم حسب تصنيفهم الذي ذكرت لكم.
فحين يتحدث من ذكرتهم فإنهم يخاطبون قلوبكم التي تكره الطرف الآخر ويدغدغ مشاعركم الحقيقية التي تكنونها لغيركم ويقولون ما تريدون وترددونه بينكم ولكن بعضكم يخاف أن يصرح به، وهذا الأمر قد يكون مقبولا لدى البعض لأنها إحدى وسائل الوصول للناخبين الذين يحملون النفس العنصري ذاته.
ولكن حين يتحدث شخص يحمل صفة دينية ويعتمد في حديثه ويستشهد بـ«قال الله وقال الرسول» وفي نفس الوقت تجد العنصرية النتنة واضحة في تصرفاته ويكيل بمكيالين لمن يقدم لهم ذلك العلم، فهل هذا الفعل تطابق عنصري أم تطابق أطباق فلكل طبق غطاء يناسبه؟!
قد تجد من يتفق معك ويعمل بنفس فكرك، ولكن عليك أن تفكر جيدا في ربك الذي تستخدم آياته وكلامه لأجل مصلحة من ينتمون لك بالأصل أو العنصرية ولكنهم لن يقفوا معك أمام الله، ففي القرآن الكريم آيات تحذرك فهل ستتحمل جزاء ظلمك واستخدامك لكتاب الله من أجل هدف دنيوي، وفهمكم كفاية.
أدام الله من طبق ما قال الله ورسوله على نفسه، ولا دام من طبق القول الحق لمصالح خاصة وظلم الآخرين من خلالها.
[email protected]