هناك من يعتقد بأنه بمجرد أن يعرف كيف يمسك القلم قد اصبح فلتة زمانه وأنه يستطيع أن يكتب ما يشاء، ولكنه لا يعلم بالمصيبة التي قد يجنيها على نفسه وهذا الأمر يشمل كثيرا ممن يتكلمون ويعتقدون أن مجرد أن يسجل لنفسه مقاطع تصويرية أنه أصبح مضربا للأمثال.
كثير من هؤلاء الفلتات يسجلون مقاطع من خلال هاتفهم وينشرونها في بعض وسائل الاتصال الحديثة المسماة «انستغرام» بحثا عن الشهرة وهو يعتقد أن تلك الشهرة توصله إلى مبتغاه أو أنه يرضي من طلب منه أن ينشر تلك المقاطع وهو لا يعلم بأنه قد أساء لنفسه ولأهله قبل أن يسيء لأي شخص آخر.
وسأوضح لكم كيف يقدم هؤلاء الأشخاص البلاء لأقرب الناس لهم، لذلك سأروي لكم هذه القصة التي حدثت في العصر العباسي «يحكى أن أحد الأشخاص من أهل دمشق سافر إلى بغداد وشاهد أحد الأطفال فقال له إنك تشبهني فهل كانت أمك في دمشق؟ فقال له الصبي لا لم تخرج أمي من بغداد ولكن أبي قال لي إن جدي كان يعمل صائغا في دمشق».
من يفهم تلك الحكاية القديمة سيفهم كيف أساء ذلك الشخص لأقرب الناس إليه فهو نعتها بشيء قد لا يكون بها وهذا ما يحدث حاليا مع طلاب الشهرة في مواقع التواصل الإلكتروني، ولو كانت على حساب أهلهم وعوائلهم فقصة التشابه بين أشخاص لا يمتون لأنفسهم بصلة تفتح باب التأويل والشكوك على مصراعيه.
أدام الله من رفع نفسه عن كل الشكوك والظنون ولا دام فلتة زمانه من محبي الشهرة التي يبحثون عنها ويسيئون لأنفسهم وأهلهم قبل الآخرين.
[email protected]