لن أستغرب حين يتأثر البسطاء بما يسمى الفاشينستات من النساء أو الرجال ويلهثون خلف ما يسوقون له ويروجون له فهذا دليل على تفاهة المجتمع وأمر يبحث فيه عن الربح المادي فقط، فلا ترجُ من هؤلاء أن يبنوا وطنا لأن الوطن الذي يبنيه هؤلاء هو كمن يبني بيتا رمليا على طرف بحر.
ولكن حين يكون التأثر من قبل قيادات تتحكم بأمور الناس ومصالحهم فهنا تكمن المصيبة، فالإشادة بما تفعله أو تسويقك من قبلهم فهذا معناه بالكويتي «رحنا فيها» وحينها لا يسمح لك بأن تسأل: أين ذهب وعي المجتمع الذي تستغلونه حين لا يوافق أهواءكم؟
ماذا قدم من يمدحكم ويطبل لكم، ولو فيهم خير كان الأجدر أن يقدموا لأنفسهم فهناك فتيات وسيدات من بلدي يساوي حرف واحد من أسمائهن مليون «طبالة» تعتمد بشهرتها على أمور نسأل الله ألا يبتلينا بها.
سأذكر أسماء من فتيات الكويت كانت أسماؤهن مشرفة لأهلهن ولبلدهن: سندس الفارسي صاحبة المركز الأول في أولمبياد الكيمياء، نورة محمد المشعان أول كويتية تحصل على الدكتوراه في هندسة السواحل والتسرب النفطي، وفاء الدويسان أول طبيبة تحصل على شهادة مناظير نساء وولادة.
شيخة مساعد الماجد أول مهندسة تحصل على شهادة خبير في الكهربائيات القابلة للانفجار، د.آمنة عبدالمطلب خريبط تم اختيارها عضوا في اللجنة العلمية في المعهد الأميركي لعلوم الفضاء، د.ديما الوقيان تشارك كقاض في اكبر محكمة صورية في مسابقة جيسب للقانون الدولي، وئام العبدالله أول مهندسة تحصل على درجة الماجستير في العمارة من جامعة هارفرد وشيخة الماجد المخترعة التي صنعت قلم المسمار الخاص للمكفوفين.
الإعجاب والتقدير والاحترام يكون لمثل تلك الأسماء ولمثل كثير من بنات الكويت اللواتي يقدمن أمورا مشرفة، وليس لمن تقدم نفسها كمظهر وهي تعرف أن جوهرها لا يصلح أن يكون كنزا نفتخر به.
أدام الله بنات الكويت اللواتي نفخر بهن، ولا دامت من لا تعرف المعنى الشعبي للفاشينستا.
[email protected]