بكل صراحة لا أعرفها شخصيا ولا أعرف إن كانت جميلة جدا أو قبيحة أو مقبولة، طويلة أو قصيرة ممشوقة القوام أو مملوءة الجسم، لا أعرف عنها أي شيء سوى أن اسمها دائما ما يتردد على ألسنتهم.
لكنني أعرف اسم زوجها وكنيته وأعرف بعض أعماله، وبكل صراحة لو رأيتها وجها لوجه لما عرفتها وكل ما أعرفه أنهم يقولون ويرددون أنها لا تترك عادتها التي تعودت عليها، إنها «حليمة» ويقال إنها زوجة حاتم الطائي وكانت عادتها النفخ والطبخ بسبب كرم زوجها.
ويقال إن سبب ترديد اسمها بذلك المثل أنها ارتاحت من العمل في بيت زوجها حين ضاق به العيش ولكن ما إن استغنى مرة أخرى وأصبح لديه مال حتى «عادت حليمة لعادتها القديمة» بتولي زمام الأمور في المطبخ.
كما ذكرت لكم في البداية إنني مثل جميع الناس لا أعرف عن حليمة أي شيء سوى ذلك المثل الذي نردده دائما إن كان ما نقل لنا عن أنها هي المقصودة في المثل، لكن المؤكد هو أننا نعرف مئات الحليمات أو من يشبهن طبع حليمة مع اختلاف العادة التي يعدن إليها دائما.
يكفي حليمة الأصلية أن اسمها ارتبط بعادة مشرفة ومحببة لجميع البشر، لكن الحليمات الجديدات سواء كان ذلك ينطبق على نساء أو رجال أو أي شيء آخر يعدن لعادات سيئة ومكروهة، لذلك أطالب الجميع بأن يغيروا اسم حليمة حين ينتقدون من سيعود إلى عاداته السيئة السابقة التي تعود عليها وفهمكم كفاية، فمن وجد تشابها في أي شيء مع الحليمات التقليد فهو صادق فيما وجده.
أدام الله من كانت عادته كعادة حليمة الأصلية، ولا دام من عاد إلى عادته السيئة بكونه محراث شر بين البشر.
[email protected]