هناك شراب شعبي في بعض الدول العربية يطلقون عليه اسم «عرق سوس» وبكل صراحة لا أعرف لماذا يطلقون عليه ذلك الاسم لأني لم أعرف اسما للسوس نافعا أبدا، رغم أن هناك من يطلق على الحشرة السوداء الصغيرة التي تكون مع الأرز اسم «سوسة العيش» ويقولون إنها نافعة.
كل ما أعرفه عن السوس أنه نوعان وكلاهما مضر أولهما سوس الأشجار الذي لا نراه ولكن نرى آثاره في الشجر المصاب والذي حين تكتشفه في إحدى أشجار حديقتك أو مزرعتك فعليك أن تعالجه فورا وطريق العلاج الناجح هو الخلع الفوري خوفا من الانتشار وانتقاله لباقي الأشجار في نفس المكان.
أما السوس الذي أعرفه جيدا وعانيت منه ولا زلت أعاني بسببه هو سوس الأسنان الذي لو كنت أعلم أنه سيفعل ما فعله بي الآن لكنت عالجته قبل أن يقضي على أسناني الباقية فهو يتغلغل بين أسنانك ولا يمكن أن تكتشفه إلا بعد فتره ومن خلال «الأشعة السينية».
تلك السوسة التي أجزم أنه لا يوجد إنسان لا يعرفها وعانى منها، لها طرق مكافحة عديدة، ففي البداية ستستعمل لها المعاجين الخاصة لتوقيفها عند حدها حتى لا تتمكن من الانتشار ومن بعدها فإن الأطباء يقاومونها بالتنظيف عبر الوسائل الجراحية الحديثة والامتناع عن بعض مسببات انتشارها لأنها لن تتوقف إلا حين تنخر الضرس المصاب.
ولكن حين تصبح السوسة مزعجة جدا ولا يفيد معها أو فيها أي علاج لأنها حتما ستنخر الضرس المصاب وحتما ستصيب باقي الأسنان حينها يجب أن تخلع فورا وترمى كما كان الصغار يرمون الأسنان المخلوعة للشمس ويرددون المقولة الشهيرة وفهمكم كفاية.
أدام الله أسنانكم سالمة من السوس ومسبباته، ولا دامت أي سوسة تريد نخر أي شيء بينكم ونخر أسنانكم الجميلة.
[email protected]