إن ولادة مسرح جديد بالنسبة للفنان أمر في غاية الأهمية، فالمسرح يخدم إبداعاته ويقربه من جمهوره وينقل رسائله إليهم، وعندما شرع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في بناء مسرح السالمية، كان المرحوم عبدالحسين عبدالرضا يقدم ملاحظاته الفنية إلى الأمين العام م.علي اليوحة حول المسرح الجديد ليكون صرحا ثقافيا للكويت.
وفي يوم 18 يناير 2016، افتتح المسرح بحضور كثيف رفيع المستوى لإطلاق اسم عبدالحسين عبدالرضا عليه، وتكريمه على خشبة المسرح.
كان هذا اليوم يوما تاريخيا لعبدالحسين، وكانت فرحته لا توصف خصوصا عندما ذكر اسمه وبدأ الجمهور بالتصفيق الحار له.
شعرت بأن هذا التكريم (الشعبي) هو الشيء الوحيد الذي يريده في الحياة.
وبعد إطلاق اسمه، قال كلمات وفاء لهم جميعا «أثمن مبادرة القيادة السياسية على رأسها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء، على دعمهم الدائم والمتجدد للفنان الكويتي وللحركة الفنية في كويتنا الحبيبة عبر أجيالها»، وأضاف «حينما تأتي هذه المبادرة الكريمة، فإنها تجسد كل مفردات التكريم والرعاية التي توليها الكويت لأبنائها في كل المواقع.
وهو ما يرسخ ريادة الكويت ومكانتها الدولية في الاهتمام بالفنون والثقافة».
في الغربة، كان «درب الزلق» المسلسل الذي يربط طلبة وطالبات الكويت بوطنهم، وكلما شعروا بمرارة الغربة وزاد حنينهم للوطن، كان هذا المسلسل الوسيلة التي تخفف عنهم، وتخرجهم من ضغوط الدراسة والغربة، لتحلق بهم إلى الوطن وتغمرهم بالفرح والسعادة والسرور.
لهذا، ليس من المستغرب أن تدخل أعمال عبدالحسين الفنية قلوب الطلبة الكويتيين وغير الكويتيين في الخارج دون استئذان.
فراق «ابوعدنان» صعب، لكنه سيبقى حيا في ذاكرة الوطن والمواطن، وستظل أعماله تضحك الحزين، وتفرح قلب الكبير والصغير، وتعلم الأجيال الفنية الحالية والقادمة ان مكان الفنان الحقيقي هو قلوب الناس التي لن تنساه.
اما من يقول ان هناك «مبالغة إعلامية» في وداعه، فردي لهؤلاء: ان هذا النوع من الوداع لا يستحقه سوى الفنان الحقيقي الذي سخر جل حياته من اجل إسعاد الناس، وعبدالحسين (استحق) هذا الوداع الراقي والتكريم السامي اللذين يليقان بمقامه وبأعماله.
شكرا يا ابا عدنان، وعسى الله يرحمك ويغفر لك، ويسكنك الجنة، ويلهم أسرتك وأحبتك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* مستشار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
نائب رئيس الجمعية العامة لحماية التراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو