٭ تعتبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي الإعلامي الحديثة أو ما يعرف بالسوشيال ميديا «social media» فرصة للكثيرين لإبراز ملامح من حياتهم اليومية للعالم، ولهذا ساهمت في إبراز شخصيات لم يخطر ببال أحد أبدا أن تصبح بين ليلة وضحاها مشهورة ومؤثرة بقوة في الساحة الكويتية، بل وعلى الصعيدين الخليجي والعربي!
واليوم باتت هذه الشخصيات الكويتية البارزة في عالم السوشيال ميديا وأدواته مثل: «الانستغرام» و«سناب شات» و«اليوتيوب» و«التويتر» وغيرها قوية في تأثيرها على شرائح مختلفة من الشباب من الجنسين وناجحة في إقناع الجمهور بخلق البهرجة الدعائية الإيجابية تجاه أي خدمة أو منتج وعنصر جذب لأي مشروع أو فكرة بشكل كبير إلى حد دفع عدد من الدول الخليجية للاستفادة من قوة التأثير الجماهيري الذي اكتسبه هؤلاء لدعم حملات إعلامية رسمية وللترويج لمشاريع تنموية وحضور احتفاليات وطنية ضخمة، فتراهم كل يومين في دولة خليجية لتوثيق الرحلة «المدفوعة» عبر «السناب شات» و«الانستغرام» ونقل الحدث للمتابعين المتلهفين الذين يقدرون بالآلاف وبالتالي خلق توجه جماهيري من تأييد وإعجاب بتلك الفعاليات والثناء على «أصحاب العزيمة» من الجهات المنظمة التي استضافت مشاهير السوشيال ميديا كضيوف vip.
السالفة مو هني! السالفة أن العديد من تلك الشخصيات الكويتية خاصة من بات يتعارف عليهم بمصطلح «الفاشينيستات» أو الفتيات المهتمات بالموضة والجمال يساهمن - بقصد أو بدون قصد - في خلق حالة من الترويج السياحي الداخلي! وحتى على مستوى زوار الكويت من دول الخليج! لإنهم يبحثون عن المطعم الذي ذهبت إليه الفاشينيستا الفلانية! أو الكافيه الذي امتدحته الفاشينيستا العلانية!
نعم، ندري ان السياحة في الكويت مقتصرة على مجمعات ومولات وأسواق وسينمات ومطاعم وكافيهات! وبالتالي نعم لقد ساهمت الفاشينيستات في الترويج السياحي للكويت! فمن خلال فيديو قصير بـ«الانستغرام» أو «بالسناب شات» تقول فيه الأخت الفاضلة: «واو الأكل لذيذ.. والمكان حده عجيب» فلقد ساهمت في تنشيط الاقتصاد الوطني و«قام سوق هالمطعم».. وسلام الله على التخطيط الإستراتيجي والحملات التسويقية والإعلانية.. فشكرا لكم «فاشينيستات» الكويت.
٭ وما دام الكلام عن السوشيال ميديا.. فالحق يقال ان مؤتمر الكويت لوسائل التواصل الاجتماعي والذي حمل عنوان #هاشتاق_الكويت محاولة جيدة لفهم حكومي أكبر لجانب مهم من حياة الشباب في الكويت عبر تقديم الفرصة للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم من خلال الجلسات النقاشية، وكذلك أعجبتني شخصيا فكرة الحوار الذي جمع الحكومة وعددا من المغردين والناشطين في السوشيال ميديا في مبادرة تحسب للحكومة التي تسعى لاحتواء الآراء الشبابية حتى تلك التي لا تتفق معها.
altaromi@
[email protected]