خلال العقدين الأخيرين، بات توظيف الإعلام بفنونه وشعاراته في أداء مهام ترويجية لدعم مكانة جغرافية لمدينة ما أو موقع بلد ما أو حتى لزرع صورة ذهنية مميزة عنها لدى السياح أمرا مألوفا خاصة في منطقتنا الخليجية سواء للخليجيين أنفسهم أو العرب أو الأجانب.
فعلى سبيل المثال، نرى أن توظيف الشعارات الإعلامية «Slogans» قد يدعم الحملات الدعائية الترويجية بشكل كبير ومؤثر حتى على المدى البعيد، لذلك سنرى شريحة كبيرة من الجيل الحالي من الكويتيين يتذكرون شعار «جدة.. غير» الذي كانت مدينة جدة السعودية تقوم بالترويج الإعلامي لمهرجاناتها من خلاله، وبالفعل ورغم مرور سنوات ظل ذلك الشعار ملتصقا في الأذهان عن عروس البحر الأحمر.. جدة.
وهناك مثال دولة قطر، التي صبت جل اهتمامها على الاهتمام بالرياضة من منظور مختلف! هي الدولة التي تسعى لاستقطاب كبرى الفعاليات الرياضية القارية والعالمية والتي تحضر بالفعل لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٢ ولا ننسى الأكاديميات الرياضية العالمية ودوري نجوم قطر لكرة القدم والمسابقات الدولية المستوى والمشاركة بشتى الألعاب الرياضية، حتى أنها تبحث عن المواهب الرياضية وتقوم بمنح شرف الجنسية القطرية لنجوم يحققون اليوم الإنجازات الدولية باسم قطر وفي ظل علمها، فضلا عن شبكة القنوات الرياضية العالمية المستوى «Bein Sports» التي قدمت قطر للعالم من خلال بوابة الإعلام الرياضي الاحترافي.
ونصل إلى دار الحي.. دبي! المدينة العالمية التي إن سألك شخص أجنبي عن موقع «الكويت» على خريطة العالم! فبإمكانك أن تجيب: إنها «بالقرب» من «دبي»!
بالفعل - والله لا يغير عليهم إلا للأفضل - باتت دبي مدينة عالمية السمعة والصيت والتوجهات والمكونات! بمجمعاتها ومراكزها ونجاحاتها، وذلك لم يتحقق إلا بفضل رؤية قيادية وجهود صادقة لجعل هذه المدينة عاصمة للخليج! وهذا ما خلق حالة من المنافسة المحمودة مع العاصمة الحقيقية لدولة الإمارات ونقصد «أبوظبي» التي عرفت كيف تجعل لنفسها مكان قدم على صعيد العالم لتتجاوز المنطقة الخليجية بالصيت والسمعة، ولا ننسى طبعا «الشارقة» مدينة الثقافة المشرقة المتميزة بمتاحفها وجامعاتها وتركيزها على جوانب الفن والأدب على مدار العام، أو «صلالة» العمانية الجميلة التي لا تزال تنجح في استقطاب السواح الخليجيين لأجواءها الأوروبية - كما يصفونها - ويبقى السؤال: أين «الكويت»؟
«ليش ما نصير نفسهم؟!» لا بد أنكم سمعتم هذا السؤال من قبل! ولهذا أود أن أقدم مقترحا للإجابة من واقع الحال.. لأن النجاح السياحي لبلد مثل الكويت يتطلب الكثير من الجهود للتخطيط والأفكار للتعزيز والوقت للتطبيق والأموال للتنفيذ و«النوايا المخلصة» وكل ما ذكرته.. ولكن ذلك للأسف قد يكون من الصعب أن نجمعه لنميز الكويت بشيء فريد جديد نقدمه للعالم!
لذلك لنستفد مما لدينا من إمكانيات! مطاعمنا! نحن شعب وبلد نعشق «الأكل» بل أن زوارنا من أهل الخليج بمجرد قدومهم يسألون ويبحثون عن مطاعمنا! بل أنهم يعتقدون أن كم ونوعية المطاعم في الكويت بالنسبة للكويتيين ضخم لدرجة أن هناك «مطعما لكل مواطن كويتي» - هذا غير حسابات الأكل والحلويات وورق العنب بالانستغرام- فلماذا لا نسعى لأن نكون «عاصمة المطاعم»؟
الأمر يحتاج تفكيرا جديا! أن تكون للكويت شهرة عالمية بأنها عاصمة المطاعم والأكل.. فعلى الأقل هناك أرضية ننطلق منها! لدينا مطاعم محلية وعالمية عالية المستوى وبمذاقات متعددة وجودة عالية فيما يقدم! وإعلاناتها مميزة كعلامات تجارية خاصة، وحتى مطاعم الأكشاك الصغيرة في بعض فروع جمعياتنا التعاونية تتفوق في لذة ما تقدمه على العديد من المطاعم الراقية! والأسعار مناسبة مقابل جودة ولذة و«نطاعة» الطعام، والكويتيون بتفاوت مستوياتهم الاجتماعية يعترفون بأنهم يشتاقون لمطاعم المباركية وبنيد القار وشارع المطاعم او محل السمبوسة بجمعية هالمنطقة أو محل العصير بتلك المنطقة!.. فكروا فيها[email protected]