أمطار الكويت في الجمعة الماضية كشفت جزءا من الإهمال الذي تمارسه بعض مؤسسات الدولة ومنها بلا شك وزارة الأشغال التي تنتظر وزيرها حرب «معلنة» من قبل عدد ليس بالقليل من نواب الأمة بسبب الضغط الشعبي والإعلامي جراء «فضيحة» غرق شوارع عديدة بالكويت بسبب الأمطار التي هطلت بغزارة كبيرة مما أدى لشل الحركة المرورية في أكثر من منطقة.
ولكن!! من السهل والمنطقي فهم دفاع مسؤول حكومي عن المهندس عبدالرحمن المطوع وزير الأشغال بسبب كون ما حدث «قضاء وقدر» وأن الحكومة أو الوزارة لم تكن مستعدة! ولكن هذا التبرير في هذا الوضع بالتحديد تصرف خاطئ تماما لكون مثل هذه الأحوال الجوية تم التنويه عليها والتحذير منها قبل ما حدث بأيام ومن خلال وسائل رسمية!! ولكن!! من كان ينصت؟!
مع كل يوم يتبين حجم الإهمال الذي كانت تمارسه الوزارة فيما يتعلق بالصيانة والتنظيف خاصة لنفق الصباحية والمنقف الذي كان محور أحاديث وحوارات منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية حتى تم الكشف عن كم المخلفات والقاذورات الموجودة في مناهيل الصرف الصحي والتصريف الخاص بالمياه في ذلك المشروع ليتضح جليا أنه لم تتم عملية الصيانة اللازمة للموقع!
ولكن الأمر الأدهى والأمر.. أن يسبح بعض «ممثلي» الأمة عكس التيار بسبب ما أراه مصالح حزبية!! فأنا شخصيا صعقت من تبرير أحد الأعضاء بأن الوزير لا يجب محاسبته!! فهو لم يتسلم المنصب إلا منذ شهور! ولكن «النائب» أغفل حجم ما صرفته الوزارة من عشرات الملايين من الدنانير بحجج «الصيانة» منذ تسلم الوزير المطوع لمهامه وأعلنها مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية سواء على لسانه او عبر حسابات التويتر الخاصة به وبوزارته!
المواطن اليوم بات أكثر جرأة في النقد.. وأكثر وعيا بحقوقه.. فبالأمس بدأت عملية تقديم البلاغات ورفع القضايا ضد الوزير ووزارته بسبب الأضرار التي لحقت بالمواطنين بسبب قياديي الأشغال.
الوزير استخدم قصة «تشكيل لجنة تحقيق» كإبرة «بنج» في الحد من «سيل» الهجوم الشعبي على قياديي الوزارة الذين نسمع كلامهم.. ولا نرى «أشغالهم»!
[email protected]