افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة الكويتي حمل معه فاصلا دراميا برلمانيا اعتادت عليه الجماهير الكويتية تمثل في استجواب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله والذي قدمه النائبان الفاضلان، الأخ العزيز د.عبدالكريم الكندري والأخ رياض العدساني.. والدراما التي أقصدها ما حدث بعد الاستجواب ومرور ورقة «سجل اسمك» ويلا «نعد ربعنا»!
فالمتابع للأمور سيرى كيف أن العاصفة التي كان يهدد بها مستجوبو سمو رئيس الوزراء في دور الانعقاد الماضي تبين أنها زوبعة في فنجان قهوة مرة! فلم يتحقق شيء يذكر من التهديد والوعيد ولا من التعهدات والالتزامات - مع الأسف الشديد -، والسبب هو تضحية الحكومة بسلمان الحمود - وزير الإعلام الأسبق - كي يكون هو ضحية «بيت العز» ولكن لأيام معدودة قبل «إرضائه» بمنصب رئيس الطيران المدني!
و اليوم كأن لعبة الكراسي الموسيقية تأتي من جديد في وقت «كل من يهدد» باستجواب وزير او «وزيرة»! المتفاني منهم في عمله والمتخاذل! وكأن الأمر لعبة سياسية «مملة» سئم منها الشعب الكويتي الذي لايزال يفكر اذا ما كان «الممثلون» يتذكرون وعودهم الانتخابية؟! وأبسط مثال على ذلك قضية شعبية مهمة مثل رفع سعر البنزين، باتت طي التجاهل والنسيان من نواب البرلمان!
أعداد المؤيدين «قولا» لطرح الثقة في الوزير العبدالله تتزايد وهو الذي على الرغم من تحفظه على الكثير مما جاء في محاور الاستجواب -أدى أداء جيدا في تفنيد البنود وتجهيز الردود! ولكن مشكلة الوزير الشاب انه تحمل عبء أخطاء أجهزة يتحمل مسؤوليتها بحكم «مناصبه» ووزارة «مثقلة» بالملفات الشائكة كوزارة الإعلام ناهيك عن تراكمات ما تركه سلفه «سلمان الحمود» من مواضيع معلقة وغير معالجة، و«بوعبدالله» لم يمنح الفرصة الكافية لخلق إصلاح حقيقي.
و مع ذلك فالوضع يشير إلى سيناريوهات متوقعة.. تعديل وزاري، تدوير بين الحقائب أو تراجع عدد من مؤيدي طرح الثقة خلال أيام لتتبدل الأحوال.. أو ربما يصل الأمر إلى حل المجلس - وهو ما أستبعده - لأنني أرى أن حكومة سمو الشيخ جابر المبارك «تلعب» سياسة وتوظف الإعلام أفضل من ممثلينا!
[email protected]