منذ إعلان قانون حقوق المرأة السياسية، الترشيح والانتخاب، ولم تصل للسلطة السياسية وزيرة كانت أو نائبة، امرأة تمثل النساء وقضاياهن وتعمل بجدية لتحقيق مبدأ المساواة العادلة مع الرجل في القوانين المدنية من حقوق وواجبات، عدا د.رنا الفارس وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشؤون الإسكان في الحكومة الحالية.
حقيقة، لا تتطلب الكثير من الجدل حولها، أن نموذج النائبة المرأة ظاهرة صوتية ونشاز أيضا، ليس في التمثيل المحمود ولا المرجو ولا يحقق طموح من اشتغلن في «اللوبي» النسائي قبيل منح المرأة الحقوق السياسية للترشح والتصويت، وأنا منهن، فالأمر مازال في فكرته الجاهلية والعصبية لوجود سيدة في التشكيل الحكومي ودعمها لكرسي البرلمان وغض النظر عن المفاضلة والكفاءة واستبدالها بنظام «الكوتا» والمحاصصة التي تتحكم في مخرجات النظام الانتخابي.
أخطاء قاتلة رافقت تعيين وزيرات لسن بمستوى الفرح المرافق لتقلد الحقيبة، استشعارها بأن النظام يتطلب وجودها أي هي ضرورة لاستكمال صورة بارزة لعائلة الحكومة يؤثر على عمق تفكيرها بأنها عضو مهم وفاعل عليه واجب الإنجاز وليست مجرد ديكور أو «لمسة أنثى» في الحكومة.
البعض يظنني ضد المرأة ومتطلبة جدا، لكن الحقيقة أنني معها وبقوة أكبر من النسويات اللاتي لا يفقهن في الدعم سوى القشور والشكليات، أقف خلف أي امرأة ستأتي عبر الصناديق لتتبنى قضايا المرأة الحقيقية مثل المساواة في الحقوق المدنية مع الرجال في الرواتب والمناصب القيادية والديبلوماسية والإسكان ومعاملة أبنائها غير الكويتيين معاملة المواطنين في الأساسيات المعيشية كالتعليم والصحة والإقامة المجانية ومنحهم أولوية على غيرهم من غير الكويتيين، والعمل على إقرار قانون غير معقد وميسر لمنحهم الجنسية بغير انتقائية وإذلال، فلن يخل تجنيس أبناء الكويتيات بالتركيبة السكانية أو الهوية الوطنية والتاريخ شاهد ولكن لا يريد البعض أن يراه.
لم تأت امرأة واحدة تتبنى قوانين وتشكل «لوبي» في البرلمان للحصول على أغلبية لإقرارها لمنع التمييز ضدها في المناصب الديبلوماسية مثلا، أو ما تتعرض له من ضغوط التنافسية في العمل للفوز بمنصب قيادي، دائما يقدم الرجال عليها، فهي تخضع للاختبارات المستمرة في الموقع القيادي، وحتى كموظفة وعاملة، لإثبات كفاءتها، بينما الرجل يكفيه أن يصل الى مركز ما ثم يستريح ويعشش حتى يتقاعد!
هناك خلل في القوانين يظلم النساء، ولكن السياسيات للأسف انشغلن بالزعيق مثل الرجال تحت قبة البرلمان وصرن ينافسن على الذكورية، بينما المطلوب من المرأة في المواقع السياسية أن تتمسك بأنوثتها وتعمل بفخر من خلاله لتبنّي ودعم القضايا التي تحتاجها النساء بمختلف مراحلهن العمرية ومستوياتهن العلمية والوظيفية وطبقاتهن العائلية.
الخذلان الذي صاحب وجود المرأة في السلطتين التشريعية والتنفيذية لن يرتقه تكرار وجود نفس الأصوات النشاز بلا أي تأثير سوى إزعاج لحظي وإحراج يسطره التاريخ للمرأة الكويتية.