لدينا تلك النزعة الدفاعية بأن نجد لكل ذنب شماعة ولكل خطأ مذنبا وهذه خطيئتنا الابتعاد عن الحقائق والتركيز على الوهم.
الإنسان يجنح لمناطق الراحة في التفكير، لا يتكلف القفز عنها خوفا من مجهول الابتكار والإبداع، لذلك وأنا أقرأ خبر تورط أحداث صغار في السن بقضية أسلحة وكما يصف الخبر «فكر متطرف» فإن التفكير الذي يرافقه من المسؤول؟
لنحدد أولا معنى المسؤولية ثم عناصرها، المسؤولية بتعريف بسيط هي تحمل نتائج الاختيارات للفرد أو الجماعات، وعناصرها: الفرد، الأسرة، المجتمع، الدولة بالتساوي.
أقول بالتساوي لأن الفرد والأسرة والمجتمع والدولة كل له تأثير بقدر الآخر في تشكيل القرار، فبالتالي المسؤولية عن نتائجه.
الفرد يتحمل مسؤولية قراره، وأسرته أنشأته ليتخذ القرار، ومجتمعه أعطاه عبر العلاقات أفكارا عن قراره، ومؤسسات الدولة من مدارس ومؤسسات نفع عام وكما تسمى بمؤسسات المجتمع مدني ساهمت في صنع أسباب القرار، فالجميع مسؤول عن القرار ويجب أن يتحمل نتائجه، لذلك من الظلم أن نلقي بأحداث في السادسة عشرة من أعمارهم داخل «مشروع إرهابي» ليتحملوا نتائجه منفردين ونبرئ الثلاث أذرع الأخرى من المسؤولية، وإن كان اللوم يلقى على الأسرة ويعتبر المجتمع ضحية ومؤسسات الدولة عقابية!
الأسرة مسؤولة نعم ولكن المجتمع والدولة مسؤولان أيضا عبر تخلي جمعيات النفع العام عن المشاريع التربوية المساندة للشباب لملء فراغ الوعي والحاجة للانتماء لمشروع يشعرهم بالأهمية والإنجاز، كذلك تردي بيئة المدارس وافتقادها المعلم الذي يقوم على العملية التربوية وحتى المهمة التعليمية ارتبطت بالكوادر المالية والمكاسب الشخصية وفقدت المؤسسة التعليمية دورها في احتواء الطلبة، وهي الأهم لقضائه فيها ربع يومه تقريبا.
لا تحدثني عن أحداث إرهابيين ووجه أسهم الاتهام للمسؤولين أعلاه عن اتخاذ شخص بعمر 16 عاما قرارا سيئا هم جميعا تسببوا في اتخاذه وليتحملوا معه نتائجه.
* مجازة في الإعلام السياسي
kholoudalkhames@