ودعت جمهورية مصر العربية الشقيقة أحد رموز القيادة السياسية المصرية التي عرفت بـ «أم الأبطال» السيدة جيهان السادات، رحمها الله، التي وافتها المنية الجمعة 10 يونيو 2021، لتوارى الثرى بجانب زوجها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، رحمهما الله، الذي رحل عن مصر بعد اغتياله في السادس من أكتوبر عام 1981 خلال العرض العسكري لاحتفالات انتصارات أكتوبر المجيدة والتي تحتفل بها مصر كل عام.
في تلك الأيام أي عام 1981.. كنت حديث العهد بمحاولة التحليل عند الاطلاع على الخبر السياسي الدولي والعربي، ومحاولات تأملية في الخبر وتحليله وأبعاده، محاولا تكوين القاعدة الفكرية التي تجعلنا نتأكد من أن المنطلقات الأيدلوجية وتوظيفها تكون في مواجهات دائمة مع القيادات الداخلية في المنطقة، وللأسف إلى جانب خطر العدو الإسرائيلي على دولنا وجيوشنا العربية.. ولا أريد التفصيل بما طالعتني به العين الراصدة للخبر الصحافي آنذاك.. أكتفي بأن أقول «بلاد العرب.. أوطاني» وللأوطان علينا حق، وأن مصلحة الوطن فوق أي أجندات من شأنها زعزعة الاستقرار في أي بلد عربي كان.
ومن المؤكد أن تسمية السيدة جيهان السادات، رحمها الله، بـ «أم الأبطال» ليس إلا لقبا مستحقا، فقد كانت إلى جانب الرئيس الراحل محمد أنور السادات في كثير من المفاوضات المصرية- الإسرائيلية في الحل والترحال، بهدف الحفاظ على أمن الوطن، وكانت إلى جانب الرئيس المصري أنور السادات في قيادة الأمة المصرية في الحرب على إسرائيل والانتصار المؤزر بالشهادة والعزة والكرامة العربية.
لمعت السيدة جيهان السادات كأحد الرموز السياسية لدورها في فترة الرئاسة لزوجها، بل وكان لها دور بارز في دعم حقوق المرأة ومشاركتها قضاياها، ودعم أسر الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في حرب أكتوبر المجيدة.
رحيل جيهان السادات وتشييع جنازتها بعرض عسكري مهيب وتأبينها من الأحزاب المصرية ومن الشعب المصري والمؤثرين المصريين والعرب على مختلف جوانب الحياة في مصر ودفنها إلى جانب زوجها في محيط «نصب الجندي المجهول» لدليل عسكري وأمني شكّل فارقة في أمن جمهورية مصر العربية، ولاجتماع على علو مكانتها، ورقيها السياسي وتواضعها الوطني والإخلاص الذي حملته لوطنها مصر الشقيقة ومكانتها في قلوب الجميع.
إن المكانة التي حظيت بها السيدة جيهان السادات، رحمها الله، مصريا وعربيا وقيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصدار قرار يمنح السيدة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس لدليل على مكانتها، بدوري أقدم التعازي إلى الشعب المصري الشقيق وإلى آسرة آل السادات الكرام وإلى السفير المصري في الكويت بهذا المصاب الجــلل.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]