قديماً كان أهل الكويت يعيشون أربعة فصول السنة كما هو متعارف عليه عامة، فصل الربيع وفصل الصيف وفصل الخريف وفصل الشتاء، وكانت كل شهور الفصل واضحة ويحدد دخولها وانتهاؤها، وليس كما هو الآن نرى فصل الصيف طاغيا على بقية الفصول نعرف متى يبدأ ولا نعرف متى ينتهي، لا نحس بفصل الربيع إلا بشهر أو يزيد، وأما فصل الشتاء فيدخل على استحياء وسرعان ما ينتهي، ولم يعد هناك شيء اسمه فصل الخريف إلا في عرف الفلكيين، كل ذلك بسبب تغير المناخ عالميا من جهة، ومن جهة أخرى لزيادة التصحر في تربة الكويت والتي اهمل إصلاحها وتركت ولم يتدخل احد للتفكير في إصلاحها، لا هيئة البيئة، ولا هيئة الزراعة والتي تزرع الطرقات والساحات ولكنها لا تتابع ما تمت زراعته فتجد ما تم زرعه يعاني من الجفاف والذبول، والنتيجة زيادة الحرارة صيفا، وعدم استطاعة تلك الزراعة مواجهة الرياح العاتية التي تحتاج إلى مصدات للرياح مثلما هو موجود في اغلب دول العالم المشابهة لأجواء الكويت.
ناهيك عن العبث بالأراضي الصحراوية في موسم مخيمات الربيع.
وقد يقول قائل إن طول عمر الأراضي في الكويت فقيرة ولا تصلح فيها الزراعة، ولا حتى النباتات البرية خصوصا في فصل الربيع.
ونود أن نذكر من يقول ذلك إن أهل الكويت الذين يعشقون فصل الربيع، كانوا يخيمون قديما في السرة وفي مشرف، ناهيك عن خصوبة ارض حولي وجمال هوائها الذي تغنى بها الشعراء وفضلها كثير من الكويتيين .
أما عن خصوبة الأرض فنذكر القائل، بمزارع الفنطاس وأبوحليفة والجهراء وفيلكا والصباحية، كانت هناك مزارع على مد النظر في تلك المناطق.
التي كانت تنتج من الخيرات وأنواع المحاصيل الكثير والكثير، وكل ذلك اصبح في خبر كان لزحف العمران عليها.
القصد.. هناك فرصة.. فرصة أن نصلح البيئة، خصوصا أن موسم مخيمات الربيع قادم بإذن الله والكثير من المواطنين يتطلعون شوقا لذلك الموسم، وينتظرون بفارغ صبر متى تعلن البلدية بدء الموسم كما هو متعارف عليه سنويا.
الفرصة التي اعني أن تشكل لجنة من البلدية وهيئة الزراعة وهيئة البيئة، لوضع شرط لإقامة المخيم ليس فقط دفع رسوم أو تأمين.
وإنما الشرط المهم لإقامة المخيم هو أن على أهل المخيم زراعة أشجار في محيط المخيم وفقا لما تحدده هيئة البيئة، وعلى هيئة الزراعة أن تحدد نوعية الأشجار المقاومة لجفاف التربة وان تكون مصدات للرياح مستقبلا وان توفر تلك الأشجار بأسعار رمزية.. وان تشرف على زراعتها بمساعدة أهل المخيم، على أن يكون دور ومهمة هيئة البيئة القيام بدوريات حول المخيمات للتأكد من اهتمام أهلها بتلك الأشجار وتوقيع غرامات على من يهمل الاهتمام بها.. وعلى هيئة البيئة وبالتنسيق مع هيئة الزراعة متابعة الاهتمام بتلك الأشجار حتى بعد انتهاء الموسم.
ولكي يأتي هذا المجهود ثماره، على البلدية إلا تسمح بإقامة المخيمات مرة أخرى بنفس المنطقة إلا بعد مرور سنتين.. حتى يمكن أن تتعافى البيئة من الإهمال الذي طال أمده.
كما اقترح على البلدية أن تحدد مستقبلا أراضي دائمة في شمال الكويت وفي جنوبها لإقامة المخيمات عليها أسوة بكثير من دول العالم، على أن يتم تجهيزها، سواء بزراعة محيطها وتوزيع حاويات القمامة في جنباتها، وتوفير كل مستلزمات الراحة لمن سيقيم في ذلك المخيم.
وبهذه المناسبة، نشيد بما ستقوم به هيئة الزراعة في تنفيذ مشاريعها التي أعلن عنها المدير العام للهيئة الشيخ محمد اليوسف بشأن تشجير مدينة صباح الأحمد السكنية ومنطقة الخيران.
ولعل مقترحي هذا بشأن إصلاح البيئة من خلال زراعة مناطق المخيمات يأخذ حيزا من اهتمام الهيئة.
وختاما: أعرف أن هناك من سيقول إن هذا الاقتراح خيالي وغير عملي، ولكن بالإرادة والتصميم وحب الكويت وأرضها وتوافر النية للإصلاح سيذلل كل صعوبة.