إن الكويت فيها دستور به مواد مهمة عليها أن تتحرك في خط التطبيق بما يحمي كيان الدولة والمجتمع والفرد، ومنها المادة الثانية التي تقول: «دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع».
والمادة الثامنة: «تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين».
والمادة التاسعة: «الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها، ويقوي أواصرها، ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة».
وبعيدا عن نصوص الدستور يجب القول: إن من أساسيات استمرار الدولة هو الحفاظ على «الأسرة»، وهناك «نظام للقيم» نعيشه خاص بنا في مناطقنا «العربية» وهو متأسس على الدين والعروبة، وهو نظام يصنع لنا شخصيتنا «الاجتماعية» ووجودنا «الفردي» وهو الحماية الذاتية لنا من أي «غريب» يريد أن يفرض علينا ما هو «شاذ» و«منحرف» في السلوك والعلاقات والأخلاق الفطرية الطبيعية.
إن هناك موجة عالمية تريد فرض نظام للقيم «مخالف للطبيعة البشرية الفسيولوجية» يختلف عما هو طبيعي وما هو أخلاقي، ليس فقط لدينا نحن «العرب» بل حتى لدى القوميات الأخرى، وباقي الأديان السماوية، فهناك ترويج ونشر غير مسبوق في كل تاريخ البشرية لموضوع «الانحرافات السلوكية والشذوذ الأخلاقي»، وهذا نشاهده في الإعلام الترفيهي المرسل إلينا من خلال شبكات إلكترونية من أفلام ومسلسلات وغيرها تحمل رسائل مبطنة لترويج ما هو باطل ومنحرف عن كل ما هو معروف ومقبول بالعلاقات الإنسانية.
إن على الدولة واجب حماية النشء والشباب والمجتمع من هكذا ترويج وغسل دماغ ممارس ضد نظام قيمنا العربية والإسلامية والعادات والتقاليد الشرقية وهنا نطالب «الدولة» في منع كل هذه الشبكات والمنصات والتطبيقات التي تريد تدمير نظام قيمنا الأصيلة.
وهذا الخطر ليس موجها إلينا فقط بل إلى مناطق أخرى في العالم وهذا ما استدعى رئيس جمهورية روسيا الاتحادية «بوتين» إلى التصريح ورفض هذه الموجة العالمية حيث قال:
«أعتقد أنها وحشية عندما يتم تعليم الأطفال في الغرب أن الصبي يمكن أن يصبح فتاة».
وقال«إن النقاش حول حقوق الرجال والنساء في الغرب تحول إلى وهم مطلق».
وذكر أيضا «أن هوليوود تصدر تعليمات حول كيفية صنع الأفلام!» وهي إشارة يريد الرئيس الروسي الكشف أن هناك توجيها وترتيبا لفرض أفكار كهذه على العامة من الناس وفيها ما يدمر «الأسرة» ويفككها.
وذلك التصريح «الروسي» أيضا يتماشى مع خطة «الصين» في شهر سبتمبر الماضي في منع ظهور الممثلين على شاشات التلفزيون في مشاهد فيها تشبه الرجال بالنساء أو بما لا يتماشى مع القيم والعادات الشرقية المتعارف عليها في الصين.
إذن لسنا وحدنا من تنبه إلى خطورة ما يحدث ويجري، بل إن جهات دولية معتبرة ومحترمة ذات طابع شرقي تقول ما نقول وترفض ما يجري وما يتم من محاولة فرضه، وهنا علينا أن نطالب «الدولة» مجددا بأن تتحرك في تنفيذ مواد الدستور المذكورة أعلاه في خط التطبيق، فهذا هو واجبها كما هو دورنا في رفع جرس الإنذار.