قد لا تستطيع شراء الصداقة بالمال، ولكنك بالتأكيد تستطيع تدميرها به!، لا تنطبق هذه الحقيقة، مع الأسف على الصداقة فحسب، بل إنها تشمل تقريبا أنواع العلاقات التي تربطنا.
يعد إقراض المال لأحد الأصدقاء أو الأقارب من الأمور الحساسة التي كثيرا ما أحدثت شرخا في العلاقات أيا كان نوعها، لكن بالطبع فلكل قاعدة شواذ، وقد تجد في نفسك الرغبة، من باب عمل الخير ومساعدة الآخرين، انك تريد بالفعل إقراض المال لأحد أقربائك أو أصدقائك، ولو كان الحال كذلك، فهناك عدد من النصائح التي يجب عليك وضعها بعين الاعتبار بحيث تحميك من تخريب علاقتك بالشخص المعني، أو ربما تكون محظوظا وتستعيد المال الذي أقرضته له: كن على يقين بأنك قد لا تتمكن من استعادة المال الذي أقرضته قبل أن تقوم بإقراض مالك لقريبك أو صديقك عليك أن تحدد أيهما أهم بالنسبة لك، استعادة مالك أم الحفاظ على العلاقة التي تربطك بالشخص المعني، لو كانت الإجابة الثانية هي الأهم بالنسبة لك فالأفضل، لو كان باستطاعتك، أن تعتبر المال الذي تريد إقراضه لذلك الشخص عبارة عن هدية، بينما لو كنت لا تستطيع اعتبار ذلك المال هدية فعليك أن تضع باعتبارك أنك قد لا تتمكن من استعادته نهائيا.
فمجرد فتح الموضوع مع المقترض يعد أمرا حساسا وتزداد حساسيته فيما لو كان المقترض قريبك أو صديقك، يجب توثيق الاقتراض في بعض الأحيان قد يميل الشخص المقترض إلى الاكتفاء بكلمته بأنه سيقوم بتسديد الدين في موعد معين، لكن بما أنك صاحب المال، وأنك الذي ستقرضه للشخص المعني، فإنه يحق لك أن تحدد كيفية إتمام الإقراض.
بمعنى أنك يجب ألا تخجل من أن تطلب كتابة ورقة تحفظ لك حقك، فلو كنت بالفعل تريد استعادة مالك، فاعلم أن الكلمة لا تعني شيئا في حال أراد الطرف الآخر المماطلة بالسداد أو إنكار المبلغ بالكلية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشخص الذي يريد اقتراض المال لو كان صادقا بأنه يريد إعادته في موعد محدد فإنه لن يجد أي صعوبة في تقبل كتابة هذا الدين الذي لك عنده.
لا تتوقع الحصول على امتيازات إضافية في مقابل المال الذي أقرضته فعندما يكون لك مبلغ من المال في ذمة شخص آخر، فقد تظن أن ذلك الشخص مدين لك بأكثر من مجرد النقود، خصوصا لو أسهم إقراضك المال له في فك أزمة ضخمة كان يمر بها، فعلى سبيل المثال قد تعتقد أنه يجب على ذلك الشخص أن يساعدك على تغيير إطار سيارتك الذي تعرض فجأة «للبنشر» أمام منزلك، أو أنه يجب عليه توصيلك لعملك حتى ولو كان عملك بعيدا عنه، لو قام الشخص المقترض بمثل تلك الأشياء فإنه يقوم بها بكرم أخلاق منه، لكن ليس لهذه التصرفات علاقة بالقرض الذي منحته إياه.
يجب ألا تتردد بتوثيق الدين كما ذكرت منذ قليل، لكن لا تقم بإظهار نفسك بمظهر الاستغلال ومحاولة الحصول على فائدة أكبر من وراء تقديمك المساعدة للآخرين، استفسر عن طرق أخرى يمكنك أن تساعد بها، غالبا ما يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقديم المساعدة للآخرين دون الاضطرار لإقراضهم المال.
فعلى سبيل المثال يمكن أن تقوم بتوصيله لعمله لو كان ذلك بإمكانك وبالتالي فهذا يوفر عليه إما وقود السيارة أو أجرة «تاكسي»، من جهة أخرى، فقد يكون بحاجة للمال لدفع فواتيره، وهنا ربما يكون الأفضل دفع الفواتير مباشرة بدلا من منحه المال الذي قد يصرفه في أمور أخرى وتبقى مشكلته قائمة مما يعوق قيامه بإعادة المال لك.
إعداد الطالب: محمد مهدي الحنيان