[email protected]
فيما يدور جدال وحوار وتسويف حول الـ 3000 دينار منحة (المتقاعدين) آخذكم في قاربي بعيدا عن الواقع!
في الحياة من يحدثك عن حياته الخاصة وأسراره ويشاركك كل همومه ومشاعره، هذا يعني أنه وصل حد الثقة فلا تخسره!
يقولون: هذا أخ لم تلده أمك، وهذه أخت دنيا، كلاهما بلسم فلا تضيعهما!
تذكر وأنت في دهاليز الحياة أن الحديث مع من تحب راحة نفسية فلا تضيع فرصتك!
قال الشاعر:
أصادق نفس المرء قبل جسمه
وأعرفها في فعله والتكلّم
من الحقائق التي تعلمناها في الحياة، لا توجد طاولة في مطعم بكرسي واحد لأن الحياة لا تعاش بدون مشاركة.
لا أدري لماذا يعتقد الناس أن حياة الآخرين هي أفضل من حياتنا، والآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل!
القصة ان (القناعة) مفقودة هنا وهناك!
قال الشاعر:
والنفس راغبة إذا أطعمتها
وإذا ترد إلى قليل تقنعُ
عزيزي القارئ: في ظل الأحداث والتطورات والعلاقات مهما كنت مثاليا فستجد من يكرهك فلا تصدم، ترى حتى الملائكة تكرهها الشياطين!
ومن الحقائق اعمل الخير في دنياك بصوت هادئ وخبيئة لك وغدا يتحدث عملك عنك بصوت عال مسموع!
تذكر ان كل شيء يصبح جميلا عندما نراه (نحن) جميلا، لأننا سادة أفكارنا!.. فالجمال قبس من نور الله سبحانه وتعالى.
قل الشاعر إيليا أبوماضي:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا
عزيزي القارئ: في كل مكان وزمان: دع الماضي بكل ألمه وأفراحه يمضي وكلام الناس عنك تمضي.. فهل سمعت بشخص ربح سباقا وهو ينظر خلفه!
وتذكر أن التفافة الغزال الهارب من الأسد أو النمر كانت المهلكة!
لا تحزن قارئي الكريم إذا لم يتذكرك الناس إلا وقت الحاجة، بل ابتسم لأنك كالشمعة، ما ان أظلمت حياتهم حتى اسرعوا إليك!
عجيب أمر ابن آدم!
تذكروا جميعا: في العطاء فرح أعظم من الأخذ إنه الفوز!
٭ ومضة: قرب شهر الصوم، وعليك أن تنتبه لمفرداتك مع الآخرين، خاصة استخدام كنت أمزح وأنت تستهزئ!
ترى كثيرا من الغضب وراء كلمة براحتك!
وكثيرا من الألم وراء كلمة (حصل خير)!
وكثيرا من الغيرة وراء كلمة لا عادي!
وكثيرا من العذاب وراء كلمة (أنا بخير)!
والكثير، الكثير، الكثير وراء جدران الصمت!
أربعة تؤدي إلى أربعة: الصمت إلى السلامة، والبر إلى الكرامة، والجود إلى السيادة، والشكر إلى الزيادة!
٭ آخر الكلام: وأنت تدعو في هذه الأيام الفضيلة وأثناء الشهر الفضيل عليك مخاطبة الله عز وجل وقل (ربِّ) ولا تقل (يا رب)!
هناك سر في حذف يا (النداء) قبل الدعاء في القرآن الكريم، واستعرض معك الآيات وأنت تقول ربِّ:
- رب أرني أنظر إليك.
- ربنا أفرغ علينا صبرا.
- رب لا تذرني فردا.
- رب إن ابني من أهلي.
- رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي.
- رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
- رب ابن لي عندك بيتا في الجنة.
- ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا.
- رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
سر بلاغة القرآن الكريم أن (يا) النداء تستعمل لنداء البعيد والله تعالى أقرب لعبده من (حبل الوريد)، فكان من البلاغة حذف (يا)!
قال تعالى: (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) الأحزاب: 3.
٭ زبدة الحچي: عرفت عزيزي القارئ سر حذف يا النداء؟
وهل عرفت الآن (قرب) من تدعوه وترجوه وتتوسل إليه؟
قال تعالى: (واسجد واقترب)!
لا تكثر التفكير بالـ 3000 دينار وحاول أن تطلب من ربك هذه الأيام الفوز بالجنة والغفران، ورزقك راح يصلك، يقينا بالله هو الرزاق الكريم.
رمضان على الأبواب أكثر من السجود والاقتراب من الله عز وجل وفي السجود تكون أقرب ما تكون من خالقك فاسأله ما تشاء انه مجيب الدعاء.
مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده، وكونوا مع الله دائما يكن الله معكم.
.. في أمان الله.