لمصلحة من ما يحدث في البلاد؟ مؤخرا استقالت الحكومة، ومن قبله استقالات عديدة للحكومة تحت وقع العديد من الأحداث المحلية والممارسات السلبية، وآخر تلك الأحداث سيناريو الاستجواب، وهو الأمر الذي لا يخدم مسيرة التنمية التي هي أحوج ما تكون لها البلاد، خصوصا في المرحلة الحالية من عمر الدولة.
وفي ظل معطيات إقليمية غير مستقرة ومتغيرة بشكل يصل لحد الخوف من المستقبل، وأيضا في ظل ضمان استقرار العملية السياسية ونقصد بها أداء مجلس الأمة، والذي من المؤكد أنه إذا ما سار على ما يرام فإن ذلك سينعكس إيجابا على مسيرة الدولة في العديد من المجالات وأهمها بطبيعة الحال التنمية وما يهم مصلحة المواطن بالدرجة الأولى، إن استقالة الحكومة مؤخرا جاءت بسبب الإرهاصات الأخيرة «استجوابات وغيرها» والتي تم تقديمها لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد من خلال سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، والتي قد يعقبها حل مجلس الأمة أو تكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة، ويعود القرار فيها إلى تقدير صاحب السمو.
وأيضا نقول إن تلك التطورات الأخيرة بطبيعة الحال لن تصب في مصلحة البلاد، فكلما ازدادت الاستقالات وحلت المجالس زادت المشاكل وتوقفت عجلة التنمية والنهوض بمستقبل البلاد على أفضل ما يرام، ولعلنا أيضا هنا نشير إلى توقف عملية التشريع والتصويت واستكمال العملية الديموقراطية وكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن، إن المطلوب من النواب الأفاضل اليوم هو التركيز على التقدير الواعي والمتمكن لممارسة العملية الديموقراطية تحت سقف قبة البرلمان، وعدم التركيز على الاستجواب في كل صغيرة وكبيرة تحدث، فليس كل شيء يستوجب استجوابا وتأزيما من هنا وهناك.
كما أن كثرة الاستجوابات والاستقالات وتشكيل الحكومات بين فترة وأخرى والتي بلغت أربع حكومات تعطل أداء الوزراء وتحد من تقديم الإنجازات بشكل سلبي، وضمن سياق السلبيات أيضا توقف منحة المتقاعدين في ظل آخر استقالة للحكومة.
ونشير هنا إلى أن هناك دولا في الخليج تفوقت علينا في العديد من المجالات في حين أننا مكانك راوح، وفي المقابل سوف تعمل تلك الممارسات وبلا شك على تعطيل البلد، وهو بالفعل متعطل في العديد من المواقع، الأمر الذي يعيدنا إلى نقطة الصفر وإلى المربع الأول في تنمية البلاد والعباد، وسوف تدخل البلاد في نفق مظلم والعياذ بالله، لا يعلم إلا الله مداه، وإلى أين سيصل بنا.
ومن ناحية أخرى نقول إن جميع المكتسبات التي تحققت في هذه الدولة منذ بزوغ عصر التنمية والنهضة فيها معرضة للخطر ومعرضة للاهتزاز وإلى مزيد من التراجع فيها، كما أن السفينة واحدة لأبناء الوطن الواحد، وهناك التزامات على جميع أعضاء هذا البلد يجب القيام بها لكي تصل السفينة إلى بر الأمان وعلى خير ما يرام، وفي الختام نرجو من الله عز وجل أن تكون الاستقالة الأخيرة للحكومة هي الأخيرة لكي يتفرغ الجميع في الوطن الواحد لاستكمال بنائه كل من موقعه. والله الموفق.
[email protected]