[email protected]
نحن كبشر بحاجة إلى البشر، إلى الرفقة والصداقة، إلى الصاحب الذي يلازمك طوال الوقت وتفشي له أسرارك وتفضفض له عما في قلبك.. لأننا بشر ونحتاج إلى هذا الصنف من البشر.
الصديق الوفي هو من يمشي بك إلى الجنة ويقومك عند اعوجاجك ويغفر زلاتك. قال الحسن البصري رحمه الله: «استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة».
وقال حكيم:
أصادق نفس المرء قبل جسمه
وأعرفها في فعله والتكلم
إذن، الصداقة في هذا الكون (حقيقة واقعة) والصديق الصدوق نادر وليست هناك ثروة تعادل نعمة الحصول على رفيق درب وصديق.
إذا المرء لم يحفظ ثلاثا
فبعه ولو بكف من رماد
وفاء للصديق وبذل مال
وكتمان السرائر في الفؤاد
الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
«ابذل لصديقك كل المودة، ولا تبذل له كل الطمأنينة، وأعطه من نفسك كل المواساة، ولا تفض إليه بكل الأسرار».
طبعا، هذا قول بوابة العلم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
ومضة: يمكن أن يخطر للقارئ سؤال: من الأقرب والأحب إلى النفس.. الأخ أم الصديق؟
أنا لي رد فلسفي عميق شوية أعرضه وهو: أُحب أخي إذا كان صديقي!
تبقى الحقيقة: أتعس الناس من كان بغير صديق وأتعس منه من كان له صديق وخسره!
آخر الكلام: إذا أصبح صديقك منك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة.
زبدة الحچي: عزيزي القارئ كن صديقا ولا تطمع في ان يكون لك صديق، لأن الصداقة تزرع الحياة أزهارا، لكن تذكر هذا القول: اللهم احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم.
إذن، الصداقة هي أصفى صفات الصلات الإنسانية الحميمة على الإطلاق، إنها صلة قلبية وعقلية، ولهذا قيل: عدو عاقل خير من صديق جاهل!
الأصدقاء الحقيقيون تعرفهم في الشدائد.. فالصديق هو أنت إلا أنه غيرك!
في أمان الله..