قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران روب مالي إن فرص إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ضعيفة في أحسن الأحوال، مشيرا إلى أن واشنطن مستعدة لتشديد العقوبات على طهران والرد على أي تصعيد من جانبها مع إسرائيل وحلفاء آخرين إذا لم يتم إنقاذ الاتفاق.
وقال مالي في شهادة أمام الكونغرس «ليس لدينا اتفاق مع إيران، واحتمالات التوصل إلى اتفاق ضعيفة في أحسن الأحوال»، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا والتي توقفت في مارس الماضي.
وشدد على أنه «لا حل عسكريا للقضية النووية الإيرانية والعمل العسكري سيؤخر برنامج طهران النووي لكن لن يحل القضية».
وأوضح أنه إذا تعذر إحياء الاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة «مستعدة لمواصلة فرض عقوباتنا وتشديدها والرد بقوة على أي تصعيد إيراني، والعمل بالتنسيق مع إسرائيل وشركائنا الإقليميين».
في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة امس عقوبات على شبكة دولية لتهريب النفط وغسيل الأموال يقودها مسؤولون في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لأن هذه الشبكة «سهلت بيع ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من النفط الإيراني لصالح فيلق القدس وحزب الله اللبناني».
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن شبكة تهريب النفط هذه كانت بمنزلة عنصر حاسم في جمع عائدات النفط لصالح إيران.
وأضافت أن واشنطن صنفت هذه الشبكة ضمن المنظمات الإرهابية.
إلى ذلك، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن المحادثات مع إيران بهدف إنهاء أزمة طويلة الأمد بخصوص تفسير منشأ جزيئات يورانيوم معالجة عثر عليها في مواقع تبدو قديمة ولم يعلن عنها، تمر «بمنعطف شديد الصعوبة».
وأضاف غروسي أمس انه من الصعب تخيل أي اتفاق لإحياء اتفاق 2015 بينما لم تتلق الوكالة الذرية حتى الآن «إجابات مرضية» بشأن هذه القضية.
وتابع خلال جلسة نقاشية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «أفترض أنه ينبغي لي أن أمتنع عن التوصل إلى نتيجة نهائية في هذه المرحلة لأننا لم نفرغ من العملية بعد، لكن دعوني أقول إننا في منعطف صعب للغاية في الوقت الحالي» مع إيران.
وأضاف «آمل أن يتم استغلال الوقت من الآن وحتى صدور تقريري بشكل جيد حتى يتسنى على الأقل البدء في التوصل إلى رد موثوق على هذه الأمور».
ومن المقرر أن يقدم غروسي تقريرا إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة حول تقدم المحادثات بخصوص القضايا المفتوحة بحلول موعد بدء الاجتماع الفصلي للمجلس في السادس من يونيو المقبل.
وفي حين أن جهود مدير وكالة الطاقة الذرية للحصول على إجابات من طهران ليست جزءا من المحادثات الأوسع لإحياء اتفاق 2015، فإن عدم إحراز تقدم في هذا الصدد قد يؤدي إلى مواجهة جديدة بين إيران والغرب في مجلس محافظي الوكالة، من شأنها تعقيد المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.