إن اللبس العربي المتوارث له هيبة واحترام وخاصة في مواقع العمل الرسمي والمناسبات الاجتماعية، وهو انعكاس لواقع الفرد الذاتي وإعلان عن ارتباطه مع مجتمعه وإيضاح لخصوصية وأصالة الانتماء للثقافة الشعبية وهي «شكل وطني» يمثل يافطة تعريف بين الشعوب بينها وبين بعض، فلكل شعب طريقة مختلفة في اللبس وشكل مختلف فيه.
البحث في ظاهرة اللباس، في ثباته وتغيره، يتناول في الدرجة الأولى العلاقة بين المجتمع والدين، المجتمع باعتباره مصدر العادات والتقاليد التي تعبر عنها تجليات متعددة في السلوك اليومي، وفي ممارسة الحياة العملية، ومنها ظاهرة اللباس اليومي وتغيراته المرتبطة بظروف العصر، وأيضا قد يعبر اللبس عن مواقع اقتصادية وانتماء طبقي وأيضا عن انتماءات اجتماعية.
ان اللباس عبارة عن مجموعة من القواعد تختلف من بيئة لأخرى، ويتم إنشاء قواعد اللباس من التصورات والأعراف بالاتفاق ما بين أطراف المجتمع وهي تعبير عن هوية وانتماء مناطقي، وأيضا هناك تنوع بين ما هو لبس العمل الرسمي واللبس اليومي واللبس الترفيهي إذا صح التعبير لقضاء الإجازة، لذلك لكل مجتمع ولكل مناسبة «لبس مختلف» لأن هناك ثقافات مختلفة لكل منها قواعد لباس متنوعة، فما هو مقبول في منطقة جغرافية قد يكون يمثل كارثة في أخرى!
لذلك تم وضع قواعد للبس واللباس لكل مكان جغرافي، فليس شرطا أن يكون ما هو مناسبا في مكان مقبولا في مكان آخر، وأيضا ضمن النطاق المحلي الداخلي، فليس من المقبول على سبيل المثال لا الحصر أن نشاهد من يلبس اللبس الخاص في العمليات الجراحية في المول التجاري!، أو من يلبس بيجامة «دشداشة النوم» ويتمشى بها بين الناس في الجمعيات التعاونية! أو من يرتدي لباس البحر من «شورت» وغيره في المرافق الحــكومية.. الخ من الأمثلة، فلكل مـــقام مقال إذا صح التعبير.
لذلك في السفر عندما يسافر الناس إلى مناطق الآخرين فهم يلتزمون بما هو مقبول هناك من ناحية اللباس وإذا تعارض ذلك مع ثقافتك وقناعتك فليس من حقك فرض رأيك عليهم، لأن في ذلك احتراما لثقافة الشعب الآخر وقوانين تلك البلدان، ولكن على الآخرين كذلك من القادمين إلينا في مناطقنا أن يحترموا ثقافتنا العربية ونظام قيمنا الديني بما يختص باللباس ومن مسؤوليتهم معرفة ما هو مقبول لدينا.