[email protected]
بالأمس الأربعاء كتبت مقالة الومضات بعنوان: «أأرحل قبلك أم ترحلين؟!»، وذكرت قصيدة الشاعر والأديب السعودي عبدالله بن إدريس: «أأرحل أم ترحلين» والتي لاقت انتشارا في منطقة الخليج العربي والجزيرة.
ورجوت في المقال من شاعرنا القدير د.يعقوب يوسف الغنيم (أبو أوس) أن يرد على هذه القصيدة بقصيدة!
وقد جادت قريحة شاعرنا أبو أوس سريعا بقصيدة عصماء جميلة المعاني، وعندما قرأت «رائعة الغنيم» أكثر من مرة شعرت مع الإعادة أنني أقرأها لأول مرة، لأنها جزلة الألفاظ عميقة المعاني، كأنك تقرأها لأول مرة!
وقالها أمير الشعراء أحمد شوقي:
والشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهو تقطيع أوزان
شاعرنا الكبير د.يعقوب يوسف الغنيم يرد بكلماته المضيئة وقافيته الرشيقة لماحة الدلالة ينظمها بملكته الشعرية في عقد متوازن متناغم من خياله الخصب الرحيب ومصدرها العاطفة ومعبرها الوجدان والمشاعر والأحاسيس، وأترككم مع قصيدة (أبو أوس) العذبة:
رد على شاعر
أيا هاتفا أيقظ النائمينْ
وَأَعْلَم مَنْ ضَلّ عِلْمَ اليقينْ
وَنَبّهَ من كان في غفلةٍ
ولم يتتبع خُطى المتقينْ
لقد كنت فيما أرىَ صادقا
تعبِّر عن مسلك المهتديَنْ
تُسَلّمُ أمركَ في كل حيـ
ـن، وتخضع لله في كل حِينْ
علمتَ بأن الذي قد قَضَا
هُ، علينا الإله له نستكينْ
وأن الحياة؛ حياة الوَرَى
إلى الله شُدّت بحبلٍ متينْ
يُقَلِّب أنْفُسَنَا قادراً
وَمَنْ مِثلُهُ كان في القادِرِينْ
تبارك ربي لي ما يشا
ء، له قد خضعنا مع الخاضِعينْ
قَضَى ما قضاه بتدبيره
وَمَنَّ على خلقه أجمعين
له سوف تصعد أرواحُنا
ولو جاوز العمر مَدَّ السنين
نرى ذاك دوماً على حالِهِ
كما هو في أهلنا الغابرين
وليس لنا غير أن نرتجي
رضاه، ونمضي مع الشاكرين
فيا شاعراً قد أتى شِعْرُهُ
يضيء به نِيَّة المؤمنين
وقدم ما ساق في نظمه
بصحوٍ لها حُلُم الحالمين
أنرت الطريق بشدو
جميل أزاح العناء عن السالكين
وتابعت فيه إلى غاية
رقيت بها مُرْتَقَى المحسنين
جزاك الإله بما قد ذكرْ
ت، بمأوىً كريمٍ مع الخالدين
د.يعقوب يوسف الغنيم
٭ ومضة:
الله.. ما أروع الرد في عاطفة إيمانية ورسائل عميقة في الحياة والموت في قوالب شعرية موزونة الكلام والنغمة والقافية.
٭ آخر الكلام:
أشعار د.يعقوب يوسف الغنيم، أطال الله في عمره، ذكرتني بشطر بيت من أشعار عمر أبو ريشة وهو يقول:
رب شعر نُظم الخلدُ به
دحرج الموت وأحيا الشُّهدا
٭ زبدة الحچي:
شكراً كبيرة مني لأستاذي ومعلمي د.يعقوب يوسف الغنيم على تجاوبه السريع والمشكور، وهكذا هو الشعر والشاعر، ما أوحاه طبع يكاد لفرط رقته يذوب، وهكذا حقق لي شاعري ما تمنيته، مثبتا أن الشعر مملكته وهو فارس الكلمة مغردا فوق السحاب وتبقى صحائفه للشعر ديوانا يرتضيه ضميره وإحساسه المرهف الورع.. قُبلة على رأس شاعرنا والذي تفخر به الكويت على هذه «القصيدة الدرة» وما جاء به من قبل وبعد ونشر يا أستاذنا، ولك مني في ظهر الغيب دعاء وحب واحترام.
في أمان الله..