كانت «بشتختة فيكتور» من أكبر أنواع الغرامافون حجما، يصل ارتفاعها إلى متر تقريبا وعرضها متر أيضا، وتوقف إنتاجها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أما في الكويت فمن أقدم الأنواع التي دخلت البلاد (بشتختة أم جلب) نظرا إلى وجود صورة كلب محفورة على جانبها.
وكانت «البشتختة» كما ورد في تقرير لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) تباع قديما في «سوق البشتختات» الذي يقع في الجانب الشرقي من ساحة الصفاة حيث تجتمع مجموعة من المحلات المتخصصة في بيع وتأجير البشتختة وبيع الأسطوانات الخاصة بها داخل أحد الأسواق المسقوفة الذي كان يسمى (القيصرية).
ولم تكن «البشتختة» قديما متوافرة عند الجميع بل كان يقتصر اقتناؤها على ميسوري الحال إلى جانب المقاهي فكان الرجال يجتمعون مساء في المقهى الذي توجد به بشتختة للاستماع إلى الطرب الجميل للفنانين الكبار من العراق ومصر والبحرين والكويت.
وفي ذلك أوردت الرحالة البريطانية فريا ستارك في كتاب مشاهداتها الذي وثقت به زيارتها للكويت عام 1932 بعض انطباعاتها عنها ومن أهمها «أن الكويت بلدة صحراوية صغيرة يسكنها حوالي سبعين ألف نسمة لم تدخلها بعد وسائل الحضارة الغربية سوى القليل وأبرزها الغرامافون أو «البشتختة» كما يطلق عليها السكان المحليون» التي كانت تقتنيها المقاهي لإمتاع روادها والتسرية عنهم.
ومن أقدم المقاهي التي استخدمت «البشتختة» في الكويت (المقهى البرازيلي) ـ وهو أول مقهى استخدم البن البرازيلي في الكويت في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ـ وكان يقع في أطراف ساحة الصفاة.
ومن القصص الطريفة التي يرويها أهل الكويت قديما عن «البشتختة» ما ذكره الباحث عبدالله الحاتم في كتابه «من هنا بدأت الكويت» أن البشتختة كانت تصدح في أحد أركان ساحة الصفاة في عهد حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح عام 1915 فشاع بين الناس أن هناك شيطانا داخل الآلة يغني وكان الشيخ مبارك الصباح في زيارة إلى المحمرة فاستغل ابنه الشيخ سالم المبارك الفرصة وأمر بمنع تشغيل البشتختة.
وبعد أن كانت «البشتختة» أداة الموسيقى الساحرة في زمن الأجداد القديم باتت اليوم قطعة من الديكور الجميل تزين أركان بعض البيوت الكويتية.