[email protected]
في الكويت الآن بهذه المرحلة بالمشهد الوظيفي «مديرون» يدفعون بموظفيهم إلى الاستقالة.. كيف؟
في الحياة عندما أقابل شابا في مقتبل العمر وأسأله عن سبب خروجه من الوظيفة الحكومية والاتجاه إلى القطاع الخاص، تأتيك الإجابة: مديري طفشني، زهقني، ظلمني!
أقوله: شلون؟
يقول: يا أستاذي هو شاطر كلنا نتعب ونهلك وهو بكل بساطة يرفع تقريره بأنه هو (المنجز)، وينسب كل النجاحات إلى نفسه! ما يخاف من الله!
قلت: يا للهول!.. أكمل.
هو يا أستاذي لا يثق فيني ولا بغيري، ولا يقدم التشجيع، وإنما يهتم بذاته وكيف يجعل جهود الآخرين منسوبة لشخصه، وربما هو أيضا حاصل على شهادة مزورة.. من يدري؟
كيف يقود مجاميع شهاداتهم صحيحة وتعبوا حتى حصلوا عليها؟
إنه فالح في التدخل بكل التفاصيل وهو قمعي ديكتاتوري لا يهمه الحاضر ولا المستقبل، بل المهم كم سيحصل على الثناء!
وكم سيأخذ من الأعمال الممتازة والعلاوات والبونص!
وكم سينسب له من كل هذا النجاح ما يؤهله لينتقل للمنصب الأرفع!
هو بالفعل إنسان أناني تسلقي لا يدعم ولا يساند إلا نفسه ولا يهتم بالآخرين العاملين معه صانعي نجاحه للأسف!
٭ ومضة:
على الدولة ممثلة بالحكومة الإسراع في (فلّيْ) الشهادات، أي النظر فيها والتدقيق على مصداقيتها، فالكثير مضروب مزور للأسف، ولايزال أصحاب هذه الشهادات في مناصبهم يمارسون القمع لموظفيهم الحاصلين على شهادات صحيحة.. كيف بالله عليكم يصير هذا الحال والوضع غير الصحيح؟! ليس سرا شهادات مضروبة مزورة تقودنا كيف؟
السؤال:
مئات المديرين الآن في الوظيفة الحكومية من يراقبهم ويقيمهم؟.. ومن يصلح المدير المعوّج المتسلط في حال الشكوى عليه؟!
المديرون العقلاء هم من يجيدون التواصل بفعالية مع الموظفين والاستماع إليهم، ولهم القدرة على اتخاذ القرار بحكمة وشمولية واستحقاق، ويملكون الخبرة والمرونة ولا يظلمون موظفيهم ويميزون بين الموظف النشيط والخامل!
٭ آخر الكلام:
عزيزي القارئ في كل مكان قضية (المدير) قضية أساسية في مجتمعاتنا، وعليك إن كنت موظفا أن تطلعه على عملك وإنجازك، وأن تكون لبقا حين التحدث مع مديرك، وعليك فهم طبيعة مديرك وألا تلجأ لمن فوقه إلا في حالة وجود خلل في العلاقات معه، والنصيحة ألا تتجاوزه إلا بأحلك الظروف!
يجب أن تكون العلاقات الثنائية عملا احترافيا لا ارتجال فيه أبدا، أنت لك حقوقك ومسؤولياتك وهو كذلك!
يبقى سؤالي: هل المدير قائد؟ أم القائد مدير؟
متى يصلح المدير قائدا ومتى يفشل؟ وهل القيادة أفضل من الإدارة؟
٭ زبدة الحچي:
هناك عشرات، لا بل مئات من الموظفين (عيالنا أولاد وبنات) تحت مديرين قد لا يخافون الله ويمارسون ديكتاتورية مطلقة معهم، والنصيحة لهؤلاء الموظفين مني: يجب أن يكون تحرككم دائما جماعيا، وأن تكون أسانديكم مدعومة بالحجج، ففي المنازلة يجب أن تكون مستعدا لمواجهة مديرك إن كنت تملك الوسائل والأساليب والأدلة الكافية لبيان موقفك وحجتك في مظلمتك فتعريه بأسلوب لبق وقانوني!
لقد وجدت وأنا أزاول الوظيفة الحكومية، وفي القطاع الخاص أن الأخطاء الإدارية هي التي تدفع بالموظفين الجيدين إلى الاستقالة للأسف!
وحتى لا تأتينا صرختهم متأخرة (نريد حلا).. أعيدوا النظر في مديريكم وقوموهم ما استطعتم!
ترى من أساسيات محاربة الفساد والإصلاح الالتفات لشكاوى الموظفين المظلومين ووقف المدير الذي يمارس الديكتاتورية والقمع، والتركيز والبحث في ملفه من أين شهادته ومعترف بجامعته أم لا!
ومثلما هناك مدير قمعي توجد مديرة لا تطاق، أم الأنا المتفخمة!
..في أمان الله.