في كل عام يحدث خلاف بين المعارض والمؤيد بالنسبة للاحتفال بـ «عيد الحب»، ويزداد هذا الخلاف سنويا!
لكن ليس هذا هو الخلاف الحقيقي.. بل الخلاف حول هل يوجد حب حقيقي بيننا حتى نجعل له يوما واحدا نحتفل به ونثبته للعالم؟ أم إنه حب التقليد الأعمى من دون وجود الفعل الحقيقي له؟
ولو ترى أكثر العلاقات ستجدها يشوبها نفور وقطيعة وجفاء، ولا أحد يعلم عن الآخر شيئا، وحالات الطلاق بازدياد كل عام أكثر من الذي قبله!
ولو كان هناك حب حقيقي بين الناس لما أصبحت العلاقات بينهم بهذا الشر والسوء الذي نحن عليه اليوم، ولما كانت هناك قطيعة ولا نفور ولا جفاء في العلاقة بين الأزواج، ولا كان تخصيص هذا اليوم فقط واظهاره للناس كافة، ولكي يقتدي بكم من يفتقر الى هذه المشاعر ويحاول ان يعيشها بتقليدكم، ولكن بعلاقات محرمة!
هؤلاء هم الصنف الآخر من يحتفل بعيد الحب: من بنوا علاقتهم على الحرام.. فالرجل يوهم المرأة بحبه لها وتصدق المرأة كذب الرجل بالحب، ويعيشان سنوات بالحرام ومن دون زواج بناء على أعذار تافهة، حتى يأتي اليوم الذي يمل كل واحد منهم الآخر فيتقدمان بأعذار وأسباب تافهة للانفصال، وكل منهما يبحث عن شخص آخر ليكمل معه هذه الكذبة وهذا الحرام!
فليكن لدينا اعتزاز بديننا وثقافتنا ومجتمعنا، ولا نقلد كل ما يصدره لنا الآخرون بتقليد اعمى، ونظن بتقليدنا هذا اننا متحضرون ومواكبون للعصر، لكن للأسف نحن نأخذ التحضر والتقدم من أسفله!
وإذا أردتم أن تتخذوا يوما كـ «عيد الحب» فلماذا لا نتخذ يوما نسميه عيد التسامح فيسامح كل واحد منا الآخر من دون أعذار أو اعتذار، ومهما كان سبب الخلاف يكون هذا اليوم يوم التسامح والصفح والعفو، ونصدره للعالم حتى تصفو القلوب ويذهب الله عنا شر الحروب وغيرها، والكره الذي صدره إبليس من عرشه إلى العالمين؟!
Twitter: @Y_ALotaibii