للظواهر السلبية أوجه عديدة، ولو نسأل أي شخص عن تفسيره للظاهرة السلبية سنقع في ورطة وصدام نتيجة اختلاف تفسير معنى الظاهرة السلبية.
مصطلح ظاهرة سلبية هو مصطلح فضفاض ومفهومه واسع ويعتمد على البيئة التي ينشأ فيها الفرد، فعلى سبيل المثال: عندما نكون في الهند، مما لا شك فيه أن أكل اللحوم هناك يعتبر مجرّما ويصنف على انه جريمة وظاهرة سلبية، لكن لو نقيسها في أميركا سنجد أن أكل برغر اللحوم بشكل عام لا يعتبر أصلا ظاهرة سلبية بل وجبة شهية! وفي إيطاليا، تطبق عقوبة على من يقوم بإطعام الحمام في الأماكن العامة، ويعتبر إطعام الحمام في بعض المناطق ظاهرة سلبية، بينما نجدها «صدقة» وظاهرة محببة في دول أخرى.
في بنغلاديش، ودول أخرى، الغش في الامتحانات والمدارس يعتبر ظاهرة سلبية بل ويسجن الطالب في حال تلبسه بالغش، بينما في دول أخرى، قد نجد أنها ظاهرة عادية ودارجة ويحصل الطالب على بعثة مدفوعة التكاليف طوال مسيرته الدراسية.
وفي أفريقيا - عند بعض القبائل - ارتداء الثياب والملابس وتغطية الجسد للمرأة والرجل يعتبر ظاهرة سلبية، بينما هو العكس في الدول والشعوب الأخرى.
مثال آخر: إذا ارتدت المرأة الملابس القصيرة في الخليج مثل التنورة أو الشورت أو سبحت بملابس السباحة، فهذا يعتبر كارثة عند البعض في مجتمعاتنا ويصنف على أنه ظاهرة سلبية، في حين لو ارتدت نفس الملابس في أوروبا فيعتبر الأمر حرية شخصية.
نأخذ الأمثلة بشكل مصغر أو بشكل محلي، البعض يجد التعليم المشترك ظاهرة سلبية، بينما القسم الآخر يجد أنه من حقوق الطلبة، والبعض يجد أن الماراثونات ودورات الرقص الشرقي وبعض الرياضات هي ظاهرة سلبية بينما البعض الآخر يجد أنها رياضة عادية وتمرين مشترك، وقيسوا على ذلك أمثلة كثيرة.
السؤال: من يحدد مفهوم الظواهر السلبية؟ من يقيمها؟ ومن يضع أسس لها؟ هل هو المجتمع أم البيئة؟ هل الفرد أو القبيلة؟ من الصعب جدا التقدير، لأن الممنوع هنا، مسموح هناك، والعكس صحيح.
لكن نقدر نعرف الظواهر السلبية ونتفق على مواضيع أخرى بعيدا عن الأمور الشخصية والتي تثير الجدل والمشاكل، مثل ظاهرة انتشار المخدرات، والتدخين بين الصغار، والعنف الأسري، وزواج القاصرات، وعنف الألعاب الإلكترونية، وهوشات الشوارع والرعونة في القيادة، والفساد الإداري والمالي، والاعتداء على النساء، والذي يؤثر سلبا على المجتمع، بالإضافة إلى ظاهرة التنمر، وارتفاع معدلات الجريمة، والواسطات المدمرة، وغسيل الأموال، والرشوة وغيرها.
لذلك، تعريفنا للظواهر السلبية يجب ألا يكون محصورا على نمطية المعيشة، وعلى بيئتنا فقط، يجب أن نترك الناس في حالها ونتعلم بأن علينا أنفسنا فقط، وليس لنا دخل في شؤون الآخرين، ماذا يرتدون كيف يعيشون وكيف يتحدثون، فالناس فيما يعشقون مذاهب.
بالقلم الأحمر: الظاهرة السلبية هي التركيز على توافه الأمور وترك الأمور المهمة والقضايا التي يتفق الجميع على أنها ظاهرة سلبية.
AljaziAlsenafi@