رغم رعاية الدول الراقية للأفراد والجماعات، ورغم الاهتمام بإجراء التجارب، والدراسات، من أجل تحقيق هدف حماية الإنسان أيا كان داخل حدودها وخارجها، صحة بالأبدان وتكريما للإنسان، عبر القرون والأزمان، وتنفيذا لوصايا أبرزها نصوص الأديان عبر الكتب السماوية وما هدانا إليه الرحمن، نتابع بأسف وقلق وأحزان ما يحصل اليوم والأمس وما هو أبعد من حروب تقشعر لها الأبدان، نتائجها إزهاق أرواح بريئة من بني الإنسان.
آخر هذه الحروب والكوارث ما يحدث في غزة وأمثالها من البلدان الإسلامية وغيرها تشريدا، وترحيل، وقتل بدماء باردة على مدار الساعة، عبر حروب عسكرية وغيرها (يتم من خلالها جميعا قتل الإنسان!)، فهناك الساحات العسكرية، توازيها وقد تواسيها الحروب بالشوارع، حيث كثيرا ما يكون البشر ضحية الطرق بتعدد الحوادث المروعة، وأشدها حزنا وأســفا ولوعة ما يتم تسجيله ضد مـــجهول، ومثلها هروب الجاني بـــعد تنفيذ جريمته عبر الطرق.
هكذا يضيع الناس بين الحروب العسكرية التي تقضي على الأخضر واليابس وحروب الشوارع التي تقتل أيضا وتشرد ضحاياها وأسرهم، وإذا لم يكن بأيدينا شيء نفعله حيال الحروب العسكرية فإن على كل منا أن يبذل جهده في تجنب حوادث الطرق.
يأتي ذلك بطرق مختلفة من خلال تفعيل القوانين وتطبيق كل ما من شأنه ردع المستهترين. كذلك على مرتادي الطرق الالتزام بقوانين المرور وتجنب السرعة القاتلة حماية للنفس وللآخرين، حتى لا يجني الإنسان على أسرته، وكذلك على المجتمع بكامله إذا ما أدت الرعونة إلى إزهاق الأرواح أو حدوث إصابات. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.