بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
دخلت البلاد في عد تنازلي للاستحقاق الرئاسي الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري في 9 يناير 2025.
عد تتخلله مناقشات لتظهير صورة الرئيس المقبل، انطلاقا من مناقشة لوائح اسمية عدة، بينها واحدة سداسية طرحها المبعوث الفرنسي جان - إيف لودريان على السياسيين اللبنانيين بـ «طريقة لبقة»، اذ سألهم الرأي حول الشخصيات الواردة أسماؤها في اللائحة، من دون طرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، لإدراك لودريان ان البعض سيعتبره غير توافقي، «في ضوء عدم وجود تأييد شيعي له»، بحسب مسؤول سياسي رفيع لـ «الأنباء». الا انه أضاف: «الأميركيون لا يريدون سماع غير اسم العماد جوزف عون كمرشح للرئاسة».
البعض من السياسيين أعطى لودريان أجوبة، فيما تريث البعض الآخر. وضمت اللائحة أسماء تحظى بتشجيع فرنسي مثل سمير عساف والوزير السابق زياد بارود، وأخرى مقبولة عربيا مثل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري والنائب إبراهيم كنعان، إلى اسم يحظى بتأييد أميركي مثل النائب نعمت افرام، فضلا عن المرشح الرئيسي الجدي المنافس للعماد عون.
وقال المسؤول السياسي: «اللائحة السداسية تضيق، لتقتصر لاحقا على اسمي افرام وبارود والمرشح الجدي. وقد تتركز المفاوضات الداخلية المدفوعة بنفس خارجي وعربي، على استعراض اسم المرشح الممكن ان ينال العدد الأكبر من الأصوات».
ورأى «ان جلسة 9 يناير، قد لا تكون حاسمة ونهائية لانتخاب الرئيس. وما سرب عن طرح اسم نائب كسروان فريد هيكل الخازن، يأتي من قناعة لدى الثنائي بصعوبة المضي بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لذا طرح اسم نائب من كتلته، الا ان فرنجية في غير وارد الانسحاب من السباق».
وتناول المسؤول السياسي الرفيع «خروج اسم وزير سابق كان أحد ثلاثة مرشحين رئيسيين إلى جانب عون والمرشح الجدي، من دون انعدام فرص الوزير السابق».
في الاثناء، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers، وتناول البحث الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب.
وكانت فرحة العائدين من النزوح الطويل عكرتها تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبطنة، بالقول ان وقف إطلاق النار قد يكون قصيرا، وإشارته إلى ان الجيش الإسرائيلي قد تبلغ الاستعداد لاستئناف الحرب، وان إسرائيل تدرس الحرب على عدة جبهات.
غير ان مصادر مطلعة اعتبرت لـ «الأنباء» ان هذه المواقف «تأتي في إطار الضغط على لبنان للإسراع في إنجاز الترتيبات المطلوبة في تنفيذ القرار 1701، خصوصا وان حوادث أمنية وإشكالات عدة حصلت في اليومين الماضيين، طرحت شكوكا ومخاوف من احتمال سقوط الاتفاق فيما لو تطورت هذه الخروقات بشكل متصاعد. غير ان المصادر أكدت «تمسك جميع الأطراف بالاتفاق والالتزام بتطبيقه». ورأت «ان المساعي أصبحت في مكان آخر حول الانتخابات الرئاسية».
وتابعت المصادر: «الحديث عن اجتماعات أمنية للحكومة الإسرائيلية لبحث مواصلة الحرب على جبهات عدة هو من باب الضغط ليس أكثر».
ورأت «ان الحكومة اللبنانية تأخرت بالطلب من الجيش الاستعداد لوضع خطة انتشار، خصوصا انه في الأيام التي سبقت إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، كانت كل الاتصالات تشير إلى ان حسم الأمر مسألة وقت، وكان من المفروض تكليف الجيش إعداد خطة للتحرك السريع وليس الانتظار لما بعد إقرار الاتفاق للتحرك».
وبدت الحياة متعثرة في عدد من بلدات وقرى المواجهة الحدودية، والتي قسمها الجيش الإسرائيلي إلى شطرين، مكرسا عمليا شريطا حدوديا محتلا داخل الأراضي اللبنانية، وواضعا القرى المجاورة أمام جبهة محدثة.
وفرض الجيش الإسرائيلي منعا للتجول بين الخامسة عصرا والسابعة صباحا في القرى المحتلة. وأبدى سكان قرى وبلدات مجاورة خشيتهم من أن يطالهم هذا الإجراء، فاتخذوا من تلقاء أنفسهم قرارا بالحد من حركتهم في هذه الفترة.
ولم تختلف شكاوى الناس عن غياب مقومات الحياة، وفي طليعتها عدم توافر التيار الكهربائي الذي يؤدي إلى انقطاع المياه، كون غالبية البلدات في تلك المنطقة تعتمد على ضخ المياه بالتيار الكهربائي. وينسحب ذلك على البرد، لعدم القدرة على تشغيل أجهزة التدفئة المركزية العاملة على المازوت.
وأعلن المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي د.وسيم ضاهر في تعميم اصدره الجمعة، إلى كل الدوائر والمصالح في المؤسسة، «إجراءات لإطلاق خطة طارئة لتقييم وإصلاح الأضرار التي لحقت بمرافقها ومنشآتها المائية، وذلك ضمن إطار جهودها المتواصلة لضمان استمرارية خدمات المياه وجودتها للمواطنين».
وتضمن التعميم «خطة إدارية تنظيمية، تشمل حزمة من الإجراءات العاجلة التي تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمشتركين، في المناطق الجنوبية كافة، ضمن نطاق صلاحيات المؤسسة».
وشدد التعميم على «إجراء مسح لحاجات محطات الآبار في القرى والبلدات للمازوت، لتأمين احتياجات التشغيل الضرورية، بما فيها المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات، لضمان استمرارية خدمات المياه للمواطنين».
وانتشرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواطنين يسهرون ويكتبون ويدرسون على ضوء الشموع. وكان إجماع من الغالبية على توزع الإقامة بين قراهم وبلداتهم وأماكن نزوحهم في بيوت استأجروها في بيروت وضواحيها الشرقية.
واختصر أحد سكان بلدة جديدة مرجعيون المشهد لـ «الأنباء» بالقول: «يبدو واضحا من تصرفات الجيش الإسرائيليين انه لن يمسح بعودة السكان اللبنانيين إلى القرى والبلدات الحدودية المدمرة، قبل عودة المستوطنين في شمال إسرائيل إلى المستوطنات (...) ونرى يوميا مشاهد لأرتال السيارات التي تضم أناسا يريدون تفقد منازلهم المدمرة، والجيش الإسرائيلي يمنعهم ويجبرهم على العودة. وقد منع تشييع عدد من الضحايا في الخيام بإطلاق النار إرهابا على مواكب المشيعين، وإلزامهم على العودة».
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وجه تحذيرا إلى سكان بلدات شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري، من الانتقال جنوبا إلى خط القرى المذكورة ومحيطها حتى إشعار آخر.
وأضاف: «يرجى عدم العودة إلى القرى الآتية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، أم توته، صليب، أرنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة».