نهاد العبدالله
اقرأ ما تنشره صحافتنا من مشكلات يرسلها مواطنون ومقيمون يتناولون فيها معاناتهم المرضية او المادية، وشكاوى من سوء تعامل الدوائر الحكومية أثناء إنجاز معاملاتهم، وغير ذلك من القضايا والمشكلات.
ولا شك في ان كثيرا من هذه المشكلات والشكاوى عند التحقق منها يتضح انها صادقة لا لبس ولا تحايل فيها، ويسعى اصحابها الى الوصول للمسؤول الاعلى حينما تكون كل الابواب أوصدت في وجهه.
كثير مما تنشره صحافتنا يلقى بعض الاهتمام من قبل المسؤول الاعلى في الجهات المقصودة، التي ترصدها يوميا، وتستدعي اصحابها للاستماع منهم الى حقيقة مشكلاتهم او قضاياهم، وكثير منها تجد لها حلا على يد المسؤول.
مع ذلك فهناك من ينشر قضيته او مشكلته بدافع لفت الانتباه اكثر من البحث عن حل لها، وعند البحث والتحري عنها يتضح ان صاحبها يريد تجاوز القوانين والقرارات، وكأن هذا المسؤول او من بيده القرار لا يفقه ولا يعلم مقاصدهم.
لا ادري لماذا تسمح كثير من صحفنا ومجلاتنا بنشر مثل هذه المشكلات دون التحقق من صدقها وقانونيتها؟ ولا ادري الى متى يسمح لمن هب ودب ان يستغل الصحافة لمآربه الشخصانية على حساب مصداقية الصحافة واحترام رأي القارئ؟ فهل يعقل ان نجد مواطنا او وافدا يريد ان يسهل امر تجاوز القوانين بطلبه مثلا الحصول على تأشيرة دخول لقريب او صديق وهو في ذات الوقت مصاب بمرض معد؟ وهل يعقل ان يطالب مواطن بمنحه ثلاث درجات مالية بالاستثناء بزعم انه مريض لكي يحصل على راتب تقاعدي كامل؟ وهل يعقل ان تبكينا قصة صاحب اسرة معسرة وهو في ذات الوقت يركب سيارة بقيمتها يمكنه ان يسدد قروضه؟ وهل تصدقون مقيما نشر مشكلته بزعم انه لم يحصل على كامل حقوقه من رب العمل، وهو متهم بالتدليس والتحايل على رب عمله؟
ليس كل ما ينشر كما اسلفنا يجب تصديقه والتفاعل معه، بل هناك المئات من القضايا والمشكلات لا اساس لها سوى الرغبة في تجاوز القوانين وتخطي الآخرين، فهل لكم ان تحلو مشكلتي؟