نهاد العبدالله
جلست على مدى عدة أيام امام شاشة التلفاز أراقب عداد استهلاك الكهرباء تحسبا لوصول المؤشر الى الخط الأحمر، وهو الخط الذي حددته وزارة الكهرباء للبدء بالقطع المبرمج لتخفيف الضغط عن محطات توليد القوى الكهربائية.
انقطاع الكهرباء في الكويت لم يبدأ منذ تلك اللحظة ولكنه بدأ منذ السماح بفرز القسائم السكنية في شتى المحافظات، وهو أمر زاد من حمل الكهرباء، وفاق ما هو مخطط له في كل قطعة ومحافظة.
كما ان عشوائية المناطق الصناعية وعدم معرفة حجم استهلاكها من الكهرباء، اثر دون شك على خطط وزارة الكهرباء في توزيع الحمل الكهربائي بين سائر المناطق، ولكم ان تعرفوا حجم استهلاك منطقة الشويخ الصناعية ومثلها في العاصمة (هذه المنطقة لابد من ازالتها آجلا أم عاجلا).
ترشيد استهلاك الكهرباء أمر لا نعترض عليه، بل اننا من أشد المنادين بضرورته احتياطا لعدم تكرار مشكلة القطع التي شهدناها في الصيف الماضي.
الترشيد في مقابل عادات تغيرت منذ ستينيات القرن الماضي وفي القرن الحالي اصبح كل بيت يملك وحدات تكييف مركزية تعمل ليل نهار دون توقف، وفي الستيــــنيات كانت قلة من الكويتيين هي التي تملك تكييفا مركزيا وكان لا يعمل 24 ساعة، انما وفق الحاجة.
لقد سبق ترشيد الكهرباء ترشيد لاستهلاك المياه، وشتان ما بين الترشيدين، ففي الثاني لم تنجح الحملة التي قامت بها وزارة الكهرباء للحد من الاستهلاك الجائر، فمازالت المياه تهدر، ومازال الكثيرون يغسلون سياراتهم بالمياه العذبة، ومازالت البيوت تسقي مزروعاتها بالمياه يوميا.
وبدأ استهلاك الكهرباء يقترب من الخط الأحمر. ودقت وزارة الكهرباء ناقوس الخطر، ولكن الناس جميعا «عمك أصمخ» لا قبول بالترشيد ولا اعتراف بنوايا القطع المبرمج.
أتعلمون من المستفيد من القطع المبرمج؟ المستفيد منه شركات بيع المثلجات التي ستزيد من حجم مبيعاتها بعدما تتوقف الثلاجات عن العمل، وأيضا شركات بيع الثلج المصنع (لم تعد هناك مصانع لبيع الثلج).
على أي حال نضم صوتنا الى صوت الترشيد ونقول «نبيه أخضر»، اللون الأخضر اصبح من الألوان المفضلة عالميا في دور الأزياء الفرنسية.