بقلم: منى العياف
لا يخطئ من ينظر إلى المشهد السياسي الحالي، رؤية أن الحكومة أصبحت دون «غطاء» نيابي يتيح لها ان تتذرع به وبمشكلاته وعراقيله في أي وقت عندما تتعثر في الانجاز «أي انها لم يعد لها حجة»!
فاليوم مجلس الأمة بقيادته الحكيمة قام بسحب «فتيل التأزيم» الذي يسعى إليه المتربصون الحاقدون الذين سخّروا صحفهم منذ اليوم الأول بهدف ضرب هذا المجلس ورئيسه والتقليل من قدرهم وإعطاء المنبر والاهتمام للمعارضة (مجازا) الهشة في وسائلهم الإعلامية، ولكن هذا المجلس نجح في تفويت الفرصة عليهم، وأدرك عقلاؤه ما يحاك له وما يدور حوله من سعي حثيث ومنظم لإدخال هذا المجلس في دوامة التأزيم.
***
ومن المضحكات المبكيات ان هؤلاء المتربصين منهم بعض الأقطاب ومنهم بعض التيارات الإسلامية والليبرالية ممن قاطعت الانتخابات والتي تحاول جل جهدها إفشال هذا المجلس وعبر وسائل وأساليب هزلية مكشوفة، فهي بكل خبث تبرز «السقطات» وتغطي الانجازات وتحرض على الاستجوابات، ثم انها وفي نفس الوقت تتهم من يقدمونها بأنهم مؤزمون! وهكذا يبدو، والملاحظ أن المجلس يقع بين مطرقة تخاذل بعض الوزراء الذين لا يرتقون ـ حتى الآن ـ الى مستوى طموح المرحلة، ويتعمدون عدم التجاوب مع نواب هذا المجلس، وبين سندان الصراعات الخارجية التي توجه ـ لهذا المجلس ـ كل الضربات بكل الوسائل وبكل الطرق لإفشال مهمته.
***
بهذا الذي حدث بالأمس بترحيل استجوابات النواب وإمهال الحكومة حتى دور الانعقاد الجديد لم يعد أمامك يا سمو الرئيس أي عذر، لقد انتهى زمن مقولة «المجلس هو السبب»، فقد سقطت هذه الشماعة ولديكم الآن استقرار سياسي يدعو الى الانجاز.
فأنتم اليوم أمام اختبار حقيقي قام بإعداده هؤلاء النواب الذين لبوا نداء قائدهم وقائد مسيرتهم بمنحكم مهلة للعمل، فنحن نريد سفينة الكويت ان تبحر ولو لمرة نحو الإصلاح.
واننا نرى اليوم أن الحكومة قد نجحت بالأمس في «لف الحبل» حول أعناقها، لأن الانجاز أصبح هو المنقذ الوحيد لها، وأما ما كان خلاف ذلك فهو الرحيل، لذا يا سمو الرئيس دعنا نكرر عليك ما قاله رئيس مجلس الأمة وهو يلخص المشهد بأن «تأجيل الاستجوابات ليس صك براءة للحكومة، وإنما ستحدد مواعيدها مع بداية دور الانعقاد المقبل» .
***
رسالتي الأخيرة..
أشكر كل النواب، كل من وافق على تأجيل هذه الاستجوابات للمصلحة العامة، فقد مارستم حقكم وقمتم بدوركم الوطني وتحملتم مسؤوليتكم تجاه الوطن بشجاعة، وأثبتم أنكم قادمون للانجاز وليس لتسجيل المواقف.
.. والعبرة لمن يتعظ!
[email protected]