بقلم ناصر حمد الخالدي
لا يحق لنا أن نتدخل في شؤون الدول، أما عن مصر فإننا نتحدث عن وطن العرب جميعا، ومصر اليوم بلا أدنى شك تعيش حالة لا ترضي أهلها ولا محبيها، فمن يصدق مصر التي كانت واحة أمن وأمان أصبحت ميدانا للقتال، والمؤلم في هذا كله أن هذه الحالة من الفوضى والانقسام وارتفاع لغة التخوين قد وصلت إليها مصر باسم الحرية والتخلص من رموز الفساد من أجل مصر جديدة تضمن فرص عمل لشبابها وحياة كريمة لشيوخها ونسائها من أجل مصر تعتلي صهوة المجد من جديد، وكانت النتيجة وللأسف الشديد تدهور في جميع المجالات.
نختلف مع نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ولكننا في الوقت ذاته نقول إن أيام الرئيس مبارك أهون بكثير من هذه الأيام التي تعيشها مصر، ولا تغضب أخي المصري، فأنا لست من الفلول، ولكن دعنا نتحدث بالمعقول: ماذا استفاد رجل الشارع البسيط من هذه الثورة؟ بكل تأكيد إذا فكرنا بالعقل فالنتيجة لا شيء.
واستمرارا لحالة التدهور التي تعيشها مصر، فإننا اليوم نسمع عن عودة العلاقات المصرية- الإيرانية من خلال الزيارات المتبادلة بين رؤساء البلدين ومن خلال عودة الحركة الجوية، وكذلك من خلال دخول سياح إيرانيين، والغريب أن يكون هذا في زمن الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي لو تم في عهد حسني مبارك لكانت كل أوصاف الخيانة لا تكفيه، فهل إيران عدو في زمن حسني حليف في زمن الرئيس مرسي؟ لقد استبشرنا خيرا برحيل نظام مبارك، فالله الله بمصر، حتى لا نشعر بخيبة الأمل مرة أخرى.
نريد أن تبقى مصر قوية لأن قوتها قوة للعرب جميعا، وهذا الأمر لا يكون إلا بتحالفها مع العرب.
نريد مصر أن تظل جزءا من المنظومة العربية، وهذا لا يكون إلا برؤية واحدة وفكر مشترك، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تضحيات جسيمة مقابل أن ينعم الشارع العربي بالهدوء والاستقرار.
أخيرا يجب أن تدرك بعض الدول الخليجية أن وقوفها إلى جانب الشعب المصري في هذه الفترة تحديدًا هو واجب عربي قبل أن يكون ذكاء سياسيا.
[email protected]