تعد غزة واحدة من أقدم مدن العالم حيث انشئت في العام 3000 قبل الميلاد. وقد قيل إنه أطلق عليها غزة هاشم نسبا إلى جد الرسول صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف الذي قال إنه قصدها في إحدى سنوات الجدب في مكة للتجارة ورجع منها بخير وفير أغاث به أهل مكة.
الآن، تغيث غزة ما تبقى لدينا من ركام الأمل، الأمل في أننا لا نزال على قيد الحياة فينا قلب نابض ينبئ بقدرة كامنة على مواجهة الظلم والجبروت وآلة القتل وسفك الدماء. وقد يستعظم البعض ما يحدث في غزة من دمار وما يفقدون من شهداء، ولكن الصهاينة ليسوا بحاجة إلى رفع الرأس بالمقاومة حتى يقترفوا مثل هذه الجرائم، فهم لا يزالون يدسون الدسائس والمؤامرات حتى يضرونا ما استطاعوا. وإن كان سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء مؤلم أشد الإيلام فإن وضع العدو أسوأ بكثير، وقد ورد في التنزيل الحكيم توصيف لهذا الوضع حيث قال الله تعالى (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما).
هكذا كلما ظن العدو الغاشم الظالم المغتصب أنه أمام أمة هامدة لا خوف منها خرج له من بين الركام زمرة من أهل الحق يربكون حساباته ويبثون الرعب في قلبه حتى لا يهنأ له بال. فاللهم سدد رمي إخوتنا في غزة وانصرهم على عدوهم وعدونا وثبتهم على الحق واجعل لهم من إخوانهم العرب والمسلمين نعم الظهير.
لفتة: في أثناء كتابة هذه السطور وصلني خبر من طبيب فلسطيني معبر للغاية ولا يخلو من رمزية تدعو إلى التفاؤل، رغم كل هذا الدمار وسفك الدماء وفي وسط هذه المأساة بزغت طاقة نور حيث وضعت سيدة فلسطينية أربعة توائم، عسى الله أن يجعلهم في خير هذه الأمـة.
في ذكـرى الألـم: تتزامن هذا العام ذكرى الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت مع هذه الهجمة الشرسة على ثغر من ثغور الأمة ولعل ذلك يجعل من الشعب الكويتي بصفة خاصة بين إخوانه العرب الأكثر إحساسا بمعاناة إخوتنا في فلسـطين فليـس مَن رأى كمن سمع.
[email protected]
shafeysalama@