عندما تريد أن تصبح لاعبا وبطلا على حلبة الملاكمة.. لا بد أن تكون قد هيأت نفسك مسبقا بأن الخصم الذي تريد أن تدخل معه في عراك شرس، انه عدو لك من الدرجة الأولى.. وعليك الدفاع عن نفسك والأخذ بالثأر والقضاء عليه ليس فقط جسديا إنما أيضا تحطيمه نفسيا، حتى عندما يفكر في مواجهتك في المرة الثانية سيضع اعتبارا لقوتك وشخصيتك وينتابه الخوف والحذر منك، إلا إذا حول هذه المباراة إلى رغبة في الانتقام حتى لو كانت بأسلوب قذر وشرس..
في الواقع نجد في الحياة حلبات كثيرة، وتختلف كل واحدة عن الأخرى في النية والغرض منها، أحيانا تضطر أن تقف أمام الخصم بكل شجاعة وترد عليه بالمثل حتى ولو لم يخرج أحد منكما فائزا، وفي مثل هذه الحالات في الغالب تستمر الضربات حتى نهاية العمر، لأن العدو لن ينقلب محبا مهما كانت الظروف.
وأحيانا تتخذ طريقة أخرى فتتركه ليلكم نفسه بسبب تجاهلك أو عنادك والطريقة هذه ناجعة جدا، ولكن تحتاج صبرا منك وحكمة لفترة طويلة، ونسبة القضاء على عداوة العدو هنا تكون بشكل أسرع وأقوى..
لكن دعونا نتكلم بصراحة تامة، عن نوع هو من أصعب المواجهات لنا على حلبة الملاكمة الحياتية، هذه المواجهة القاسية على الطرفين والتي يخرج كل منهما مهزوما معنويا ونفسيا، هي التي لا تكون مع عدو، أحيانا يكون الخصم عزيزا عليك، قريبا من القلب، تجد أن ضرباتك التي توجهها له توجعك قبل أن توجعه.. تحطمك قبل أن تحطمه.. تسكب دموعا حارقة على كل ألم تسببه له.. تتساءل طوال تلك المعركة كيف صارت الأمور إلى هذه الدرجة لتواجهه وتحاربه محاربة عدو؟ وأنت تعلم أن غرضك ليس الفوز عليه بقدر أن تشعره كم كان جرحك كبيرا منه، وأن تبقيه بجانبك منتبها تتردد صورتك في عقله حتى بتبادل الضربات الموجعة..
ما أصعبها من مواجهة.. وما أقسانا من بشر حينما نتعامل بتلك الطريقة الفظة..
نصيحة لكل من يعتقد أن كل خلاف لا بد أن يقابل باللكم عن طريق الكلام الجارح أو التصرفات المؤذية، أحيانا مقابلة الأذى بالطيب تجعل من الطرف الآخر يخجل من تصرفاته ويتوقف عن أذيتك، فالحياة ليست مسألة أخذ بالثأر كما يعتقد البعض.
هذا..وتمنياتي لكم بحياة خالية من حلبات القتال.
[email protected]